احتجاجات مستمرة في لبنان رفضاً للإفقار والتجويع بعد تدهور الليرة

احتجاجات مستمرة في شوارع لبنان رفضاً للإفقار والتجويع بعد التدهور التاريخي لقيمة الليرة

16 مارس 2021
حرق إطارات وغلق طرق ومتاجر بعد التدهور الكبير في سعر صرف العملة (الأناضول)
+ الخط -

يواصل المتظاهرون الغاضبون احتجاجاتهم في شوارع العاصمة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على تدهور الأحوال المعيشية بعدما فقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها، واستشرى الغلاء الفاحش في المتاجر والأسواق، ما دفع المحتجين إلى الضغط على أصحاب المحال لإغلاقها بعدما بلغت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية مستويات تاريخية يعجز المواطنون معها عن تأمين أدنى احتياجاتهم الأساسية.

المحتجون أغلقوا الطرق بإطارات مشتعلة وحاويات النفايات على وقع تدهور قيمة الليرة، التي هوت قبل ظهر اليوم، الثلاثاء، إلى مستوى منخفض جديد عند أكثر من 15 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، قبل أن ينخفض سعر الدولار مساء إلى 13 ألفاً و850 ليرة للمبيع و13 ألفاً و750 ليرة للشراء.

وبما يعكس إحباطه من قلة عدد المشاركين في التظاهرات، صاح أحمد شومان: "أين الناس؟ تعالوا.. نحن جوعى.. سئمنا!"، حسبما نقلت عنه "أسوشييتد برس"، التي أشارت إلى أنه في حي آخر من بيروت قامت مجموعات صغيرة من الشباب، بعضهم يقودون دراجات نارية، برشق واجهات المتاجر بالحجارة وطلبوا من أصحابها الإغلاق. ولم يتضح السبب وراء مطلبهم هذا.

يأتي ذلك فيما فقدت العملة أكثر من 90% من قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، عندما اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بما في ذلك أكثر من 25% في الأسابيع القليلة الماضية وحدها، في الوقت الذي لا يزال السياسيون عاجزين عن تشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة لإخراج البلد من أزمته.

ودفع انهيار العملة أكثر من نصف السكان إلى براثن الفقر مع ارتفاع الأسعار، كما استنفد الاحتياطيات الأجنبية، ما أثار مخاوف من أن يوقف "مصرف لبنان" المركزي دعم بعض السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود، في الأسابيع المقبلة، لا سيما بعد تسريب معلومات على لسان حاكم المصرف المركزي رياض سلامة قال فيها إن الدولارات المخصصة للدعم استنفدت بالكامل.

وشكا المتظاهر حسين مكية مما وصفه بتلاشي الطبقة المتوسطة، قائلا إن البلد ينهبه لصوص لا يشكلون سوى 3% من السكان، وفقاً لرويترز، التي نقلت عن مصدر مسؤول طلب عدم نشر اسمه، أن رصيد الدعم ما زال يحوي ما بين مليار و1.5 مليار دولار، لتغطية مواد مثل القمح والوقود والدواء، بما يتناقض مع ما نُقل عن حاكم "المركزي".

وقال المصدر إن احتياطيات لبنان من النقد الأجنبي تبلغ نحو 16 مليار دولار حاليا، مقارنة مع تقدير بنحو 19.5 مليار دولار من المصرف المركزي في أغسطس/ آب، فيما قال متظاهر كان يقف قرب حاجز من حاويات القمامة والإطارات المشتعلة يسد أحد الطرق بالعاصمة: "طفح الكيل.. جعنا... خلاص انتهينا".

المساهمون