صعود النفط بعد اتفاق "أوبك+" على زيادة محدودة للإنتاج
"أوبك+" تتوصل لاتفاق متواضع يزيد الإنتاج 500 ألف برميل... والنفط يرتفع لأعلى مستوى منذ مارس
لم تتمكن "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا سوى على الاتفاق على زيادة متواضعة لإنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من يناير/ كانون الثاني المقبل، إثر فشل التوصل إلى تسوية على سياسة أوسع نطاقاً وأطول أجلاً لبقية العام المقبل، وتبع ذلك صعود لافت للأسعار إلى أعلى مستوى منذ مارس/آذار 2020.
السعودية أقرّت بأنّ الاتفاق جاء دون المستوى المطلوب، بقول وزير طاقتها عبدالعزيز بن سلمان إنّ برنامج التعويض عن زيادات الإنتاج السابقة ليس بالنجاح المأمول، مشيراً إلى أن تقنين الإنتاج الليبي ليس قبل مرور فترة.
وتعني الزيادة هذه أنّ الأطراف جميعاً ستخفض الإنتاج 7.2 ملايين برميل يومياً، بما يعادل 7% من الطلب العالمي من يناير/ كانون الثاني، مقارنة مع تخفيضات حالية تبلغ 7.7 ملايين برميل يومياً.
كبير محللي السوق لدى "أواندا" في نيويورك، إدوارد مويا، قال لـ"رويترز": "كانت أوبك+ بحاجة ماسة إلى تحاشي نوبة غضب، لذا كانت زيادة صغيرة في يناير/ كانون الثاني مقبولة للسعوديين"، مضيفاً أنه "في ظل ارتفاع إنتاج النفط الأميركي، لا يسع أوبك+ أن تسمح للأميركيين باقتناص حصة سوقية على حسابهم".
وأفاد بيان من وزارة الطاقة في كازاخستان بأنّ مجموعة "أوبك+" اتفقت على زيادة إنتاج النفط 500 ألف برميل يومياً في يناير/كانون الثاني، مضيفاً أنّ التحالف اتفق أيضاً على عقد اجتماع شهري بداية من يناير/ كانون الثاني للبت في سياسة الإنتاج.
ومن موسكو، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إنّ بلاده ستزيد إنتاجها النفطي 125 ألف برميل يومياً، في يناير/كانون الثاني.
وفي السياق، أوردت وكالة الأنباء الكويتية، أنّ وزارة النفط "تقول اجتماع أوبك+ انتهى بنجاح وتوافق تامين بين دول المجموعة"، مشيرة إلى أن الاتفاق جاء على زيادة الإنتاج تدريجياً بما لا يتجاوز 500 ألف برميل يومياً من يناير/كانون الثاني 2021، وهو ما اقترحته الكويت والجزائر وأذربيجان، ونال تأييداً تاماً.
كما أفادت الوكالة الرسمية بأنّ المقترح تضمن أيضاً تمديد فترة التعويض عن عدم الالتزام السابق بحصص الإنتاج لتغطي الربع الأول من السنة القادمة، وفقاً للبيان الصادر عن وزارة النفط.
وقد رفع المنتجون الأميركيون الإنتاج، الأسبوع الماضي، للأسبوع الثالث على التوالي للمرة الأولى، منذ يونيو/ حزيران 2019، ليصل، وفقاً لبيانات حكومية، إلى 11.1 مليون برميل يومياً.
وإثر الاتفاق، وبحلول الساعة 17:22 بتوقيت غرينتش، كان برنت مرتفعاً 39 سنتاً بما يعادل 0.8% إلى 48.64 دولاراً للبرميل، في حين زاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 29 سنتاً أو 0.6% ليسجل 45.57 دولاراً.
ولاحقاً عند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة لبرنت إلى أعلى مستوى منذ مارس/آذار الماضي، بعدما كسب 46 سنتاً بما يعادل 1% ليتحدد عند 48.71 دولاراً، في حين زاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 36 سنتاً أو 0.8% إلى أعلى مستوى إقفال في أسبوع عند 45.64 دولاراً.
