تراجع إنتاج الزيتون في غزة

تراجع إنتاج الزيتون في غزة

08 أكتوبر 2020
انخفاض المساحات المزروعة بالزيتون خلال الموسم الحالي (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

سجل قطاع غزة هذا العام انخفاضاً في الكميات المنتجة من الزيتون بمختلف أنواعه نظراً لتقلب المواسم، وهي ظاهرة اعتيادية بالنسبة للمزارعين، إضافة إلى الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.

ولم يكن موسم حصاد الزيتون في القطاع بعيداً عن العوامل الطبيعية التي أدت لتراجع الكميات المنتجة من المحصول لهذا الموسم مقارنة مع المواسم السابقة والتي كانت فيها الكميات المنتجة تزيد عن تلك التي يجري حصادها حالياً.
ويشهد العام الحالي إجراءات مشددة على صعيد العاملين في مجال الحصاد، تراعى فيها إجراءات الحماية من جائحة كورونا عبر اتباع التباعد الاجتماعي وتعزيز إجراءات السلامة والوقاية وارتداء القفازات الطبية والكمامات والعمل ضمن ساعات محددة.
ويبدأ المزارعون في غزة عملهم من الساعة 5 فجراً وحتى 5 عصراً من أجل إنجاز أكبر قدر ممكن من حصاد الزيتون تمهيداً لنقله إلى المعاصر التي تعمل في ساعات متأخرة من الليل، استعداداً لطرح الإنتاج في أسواق غزة.
ويقول المزارع عمار حجي إن نسبة التراجع هذا العام على صعيد الأراضي الزراعية لديه لا تقل عن 40% مقارنة بالموسم السابق على وجه الخصوص، نتيجة لعوامل الطبيعة وارتفاع درجات الحرارة وتأخر هطول الأمطار.
ويضيف حجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن لديه ما يقارب 100 دونم من الأراضي الزراعية عمل على زراعتها بأصناف متعددة من الزيتون أملاً في بيعها في السوق المحلي في ظل استحالة تصديره للخارج نظراً لقيود الاحتلال الإسرائيلي وحاجة السوق المحلي لذلك.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وقبل عدة سنوات حاول حجي أن يصدر جزءاً من محصول الزيتون الخاص به للخارج مع مجموعة أخرى من المزارعين والتجار، إلا أن الاحتلال عرقل ذلك، ليبقى السوق المحلي هو المكان الوحيد لبيع هذا المحصول.
ويشكل موسم الزيتون مصدراً للعمل أمام المتعطلين لمدة لا تقل عن شهر، سواء على صعيد الحصاد أو معاصر الزيتون المنتشرة في كافة مناطق القطاع المحاصر.
ووفقاً لحجي، فإن نسبة التكاليف التي يتحملها كمزارع في مجال الزيتون لا تقل عن 50% من العوائد المالية التي يحصدها، في الوقت الذي يؤكد فيه أن زراعة الزيتون ذات جدوى أكبر من باقي المحاصيل الزراعية في القطاع.

أما المزارع الفلسطيني جمال صقر، فعمل هو الآخر على تشغيل 30 شخصاً إلى جانب أبنائه وأقاربه في الأراضي المتوفرة لديه للعمل على حصاد الزيتون في أسرع وقت ممكن من أجل طرحه للبيع في الأسواق المحلية.
ويقول صقر لـ"العربي الجديد"، إن موسم الزيتون للعام الحالي يشهد تراجعاً ملموساً على صعيد الكميات المنتجة بحيث لا تقل عن 40% مقارنة بالأعوام الماضية لعدة عوامل، من أبرزها ارتفاع درجات الحرارة وضعف الإمكانيات المتعلقة بالمبيدات الحشرية الخاصة بالزراعة.
ويوضح المزارع الفلسطيني أن موسم الزيتون من أفضل المواسم الزراعية وله جدوى اقتصادية عالية مقارنة بالأصناف الأخرى، نظراً لمواءمة الأسعار التي تباع في الأسواق مع حجم الكلفة إلى حدٍ كبير، وقلة المصاريف مقارنة بمحاصيل أخرى.

وتشكل زراعة الزيتون لدى الفلسطينيين عموماً وسكان القطاع على وجه الخصوص موسماً لكسب الرزق، حيث يوفر لهم زيت الزيتون ويعمل على خلق فرص عمل مؤقتة في وقت ترتفع فيه معدلات البطالة ونسب الفقر في صفوف أكثر من مليوني مواطن.
في الأثناء، يقول الناطق باسم وزارة الزراعة في غزة، أدهم البسيوني، إن المساحات المزروعة بمحصول الزيتون هذا العام تقدر بـ33 ألف دونم، في حين تشير التوقعات الإنتاجية إلى قرابة 24 ألف طن ستطرح في الأسواق المحلية.
ويوضح البسيوني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن نسبة التراجع العامة في المحصول مقارنة بالعام السابق لا تقل عن 30% من إجمالي المساحات المزروعة في القطاع، نتيجة انخفاض إنتاج شجر الزيتون والظروف المناخية هذا العام.

المساهمون