بذار القطن يعود لحقول إدلب بعد غياب أكثر من عشر سنين

بذار القطن يعود لحقول إدلب بعد غياب أكثر من عشر سنين

08 يونيو 2023
إدلب وآمال في إحياء النشاط الزراعي (العربي الجديد)
+ الخط -

يحرث المزارع إسماعيل جنيد أرضه في مدينة "بنش" شرق إدلب تمهيداً لزراعتها ببذار القطن، على أمل أن يحقق مواسم وفيرة تعوضه عن الخسارة التي مني بها القطاع الزراعي هذا العام.

ويقول إسماعيل لـ"العربي الجديد" غابت زراعة القطن عن مناطق إدلب منذ أكثر من عشر سنوات، حيث توقف عمل المحالج، والتي يعتبر وجودها من أهم أركان هذه الزراعة، إذ لا يمكن للمزارع الاستثمار في هذا الجانب دون أن يؤمن أسواق التصريف المناسبة لزراعته.

ويتابع إسماعيل، أمنت وزارة الزراعة هذا العام البذار للفلاحين، ووعدت باستلام كامل المحصول منهم، ما شجعه على زراعة 120 دونماً من أرضه، زرع نصفها ويجهز النصف الآخر للزراعة بعد مدة قصيرة.

اشترى إسماعيل كيلو البذار بخمسة دولارات ويتوقع أن تصل كلفة زراعة الدونم الواحد إلى نحو 200 دولار، ما بين كلفة حراثة الأرض والزراعة والأسمدة والمياه، متأملاً أن يكون المحصول جيدا والأسعار مناسبة في نهاية العام، حيث إن مناطق إدلب مناسبة لهذه الزراعة.

وأضاف إسماعيل "تعتبر زراعة القطن من الزراعات الاستراتيجية التي تنعكس على المجتمع بشكل كامل، حيث يستفيد منها الفلاح والعامل في المحالج ومربو الثروة الحيوانية الذين يستفيدون من حقول القطن بعد قطافها، وتشكل مراعي جيدة لقطعانهم في فترة تعتبر من أهم فترات العام نتيجة قلة المراعي".

من جانبه، يقول يوسف المصري، وهو مزارع آخر من ريف إدلب، لـ"العربي الجديد" إنه استلم بذار القطن وزرعه منذ أيام، لكنه لم يزرع أكثر من عشرة دونمات، إذ يعتبر أن الأمر ما زال في طور التجربة ويخشى أن يخوضها ويخاطر برأس مال أكبر من هذا.

يضيف المصري: "تكمن المخاطرة الأبرز في نهاية الموسم ضمن شقين، الأول استلام وزارة الزراعة للمحصول عبر تشغيل المحالج الموجودة في المنطقة، أما الشق الثاني فهو السعر الذي ستشتري به القطن، إذ يعتبر القطن من الزراعات التي تستهلك عملاً ووقتاً طويلاً في الأرض، حيث يزرع البذار في منتصف شهر مايو/أيار، ولا يجنى الحصاد قبل منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وهو وقت طويل، يتكلف خلاله المزارع أموالاً طائلة.

ويعتبر القطن من المحاصيل التي تحتاج لمياه وفيرة خلال دورة حياته ما يرفع من كلفة زراعته، ويقول المهندس موسى البكر لـ"العربي الجديد" يعتبر القطن من الزراعات ذات الاحتياج العالي للمياه، ويقدر الاحتياج ما بين 8 إلى 12 سقاية خلال دورة حياة النبات كاملة.

وأضاف البكر تعتبر زراعة القطن من المشاريع الناجحة في حال توفرت لها المياه الكافية وأسواق التصريف المناسبة، وغالب الذين استثمروا في زراعته هذا العام كانوا من أصحاب مشاريع الري التي تعتمد على الديزل أو الطاقة الشمسية.

ويذكر أن سورية كانت من البلدان المصدرة للقطن، حيث يتناسب مناخها وتربتها مع هذه الزراعة التي تعتبر من المحاصيل الإستراتيجية، والتي يمكن الاستفادة من محاصيلها في تشغيل المحالج ومصانع الزيت النباتي ومعامل النسيج، الأمر الذي يؤمن فرص عمل كثيرة في منطقة تعتبر البطالة وقلة فرص العمل من أهم المصاعب التي تعترض الأهالي فيها.

المساهمون