انسحاب أنغولا من "أوبك" لخلاف على حصص إنتاج النفط

انسحاب أنغولا من "أوبك" لخلاف على حصص إنتاج النفط.. والأسعار ترتفع

21 ديسمبر 2023
مقر منظمة أوبك في العاصمة النمساوية فيينا (Getty)
+ الخط -

انسحبت أنغولا من "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) اليوم الخميس، بعد صراع مع المجموعة بشأن خفض حصص الإنتاج هذا العام، علماً أنها كانت قد انضمت إلى المنظمة عام 2007.

وصرح وزير النفط ديامانتينو دي أزيفيدو بأن بلاده "لم تفز بأي شيء من خلال البقاء في المنظمة"، بحسب ما نقلته "أسوشييتد برس" عن وكالة أنباء أنغوب الرسمية.

وأدت الخلافات حول خفض حصص النفط لبعض الدول الأفريقية، بما فيها أنغولا، إلى تأجيل اجتماع "أوبك" في نوفمبر/تشرين الثاني لأيام، حيث تقرر المجموعة، إلى جانب المنتجين المتحالفين بقيادة روسيا، كمية النفط التي سيتم تصديرها للعالم.

ويأتي الإعلان بعد القرار الأخير الذي اتخذته أوبك بتحديد حصة تبلغ 1.11 مليون برميل يومياً لأنغولا، وهو ما عارضته لواندا التي تهدف إلى إنتاج 1.18 مليون برميل.

وتسعى "أوبك"، بقيادة السعودية، إلى رفع أسعار النفط التي انخفضت في الأشهر الأخيرة بسبب مخاوف من تداول كميات كبيرة من الخام في ظل اقتصاد عالمي ضعيف.

وبينما انسحبت أنغولا من "أوبك"، أعلنت المجموعة في اجتماعها الشهر الماضي أنها ستضم البرازيل، وهي منتج رئيسي للنفط أنتج كميات قياسية من النفط الخام هذا العام، وفق "وكالة الطاقة الدولية".

ونقلت "فرانس برس" عن الوزير قوله لتلفزيون "تي بي إيه" العام: "إذا بقينا في أوبك سنعاني من عواقب قرار احترام حصص الإنتاج"، مضيفاً أنه عندها ستضطر أنغولا "إلى خفض إنتاجها، وهو ما يتعارض مع سياستنا المتمثلة في تجنب أي خفض واحترام العقود".

وذكر بيان رئاسي أن قرار أنغولا اتخذ عقب اجتماع لمجلس الوزراء عقد الخميس، وتم تحويله في نفس اليوم إلى مرسوم وقعه الرئيس جواو لورينسو.

وأوضح الوزير للصحافيين في الرئاسة أنه "في الوقت الحاضر، لا تكسب أنغولا شيئاً من البقاء في المنظمة، ومن أجل الدفاع عن مصالحها، قررت مغادرتها"، وفق بيان صادر عن الرئاسة.

وأضاف ديامانتينو دي أزيفيدو: "عندما نرى أننا موجودون في منظمات وأن مساهماتنا وأفكارنا ليس لها أي تأثير فيها، فمن الأفضل أن نغادر. لقد انضممنا طوعاً عام 2006 وقررنا المغادرة الآن، طوعاً أيضاً. وهذا ليس قرارا متسرعا أو يفتقر للحكمة".

ورغم التخفيضات الجديدة التي أُعلن عنها في نوفمبر/تشرين الثاني، تظل أسعار النفط الخام عند أدنى مستوياتها منذ يونيو/حزيران (بين 70 و80 دولاراً للبرميل)، وهي مع ذلك أعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية.

ويبدو أن أوبك (13 دولة) وحلفاءها العشرة في تحالف "أوبك بلاس" بدأوا يفقدون نفوذهم في السوق في ظل الخلافات بينهم والمنافسة الأميركية والمساعي الدولية لتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أبدت أنغولا ونيجيريا عدم رضاهما عن حصصهما خلال الاجتماع الوزاري الأخير للتحالف الذي تم تأجيله لأيام بسبب الخلافات.

وأكد وزير الموارد الطبيعية الأنغولي في تصريحاته المتلفزة: "لقد قمنا دائماً بواجبنا، لكن أنغولا رأت أنه من المناسب المغادرة. نعتقد أن الوقت قد حان لكي تركز بلادنا أكثر على أهدافها".

وتأسست منظمة أوبك عام 1960، وتجمع 13 عضوا بقيادة السعودية، وشكلت تحالف "أوبك بلاس" عام 2016 مع 10 دول أخرى، من بينها روسيا، بهدف الحد من العرض ودعم أسعار النفط في مواجهة التحديات التي تفرضها المنافسة الأميركية.

إلى ذلك، هبطت أسعار النفط اليوم دولاراً واحداً تقريباً بعد إعلان أنغولا أنها ستنسحب من "أوبك"، وهو ما أثار تساؤلات حول جهود مجموعة المنتجين لدعم الأسعار من خلال تقليص الإمدادات العالمية.

وبحلول الساعة 17:20 بتوقيت غرينتش، هبط سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 94 سنتاً، بما يعادل 1.18%، إلى 78.76 دولاراً، في حين تراجع خام غرب تكساس الأميركي الوسيط 96 سنتاً، بما يعادل 1.29%، إلى 73.26 دولاراً، بحسب بيانات "رويترز".

وانخفض كلا الخامين في وقت سابق من الجلسة بأكثر من دولار بفعل أنباء عن خطط أنغولا لترك "أوبك".

وبشكل منفصل، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن إنتاج النفط الخام الأميركي ازداد إلى مستوى قياسي بلغ 13.3 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي، ارتفاعاً من أعلى مستوى سابق على الإطلاق عند 13.2 مليونا.

المساهمون