الطبيعة والتاريخ ينبضان في قلب اسكتلندا العريقة
في كل مرة يقصد الزائر اسكتلندا يكتشف أشياء جديدة. يعتبرها السكان في المملكة المتحدة ملاذاً للراحة والهروب من ضجيج المدينة. يتحد فيها الريف الساكن والمدن الصاخبة وقمم الجبال الجليدية مع بعضها بعضاً، لمعانقة القرى التقليدية، وتوفير وجهة ممتازة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
أما بالنسبة إلى الزوار من الدول العربية، فإن الإقامة في اسكتلندا تحتاج أكثر من أسبوع، لأن الزيارة إلى هناك تعد مغامرة ثقافية أو ملاذاً مريحاً، ورحلة مليئة بالكثير من النشاطات.
أندي بوشمان/ فرانس برس
أدنبره التاريخية
وتتمتع العاصمة إدنبرة بسحر نادر لا تمكن مقاومته، مع ممرات ضيقة ومرصوفة بالحصى. تشتهر المدينة بزواياها المظلمة، بسبب اقتراب المباني من بعضها بعضاً، كما تعد رمزاً تقليدياً للمباني المهيبة التي زينت تاريخ أوروبا في القرون الماضية.
تقدم إدنبرة لزوارها وسكانها المحليين مجموعة متنوعة من مناطق الجذب، بما في ذلك المتاحف. يمكن للسياح زيارة معامل تقطير الويسكي ومعرفة كيفية صنع مشروب اسكتلندا الوطني، أو حتى اكتشاف كيف عاش الشعب الاسكتلندي خلال العصور الوسطى من خلال زيارة متحف People’s Story، أو استكشاف تطور الطب في متاحف Surgeon’s Hall.
وزيارة اسكتلندا، تعني أن السائح يبحث عن مكان للاسترخاء في الطبيعة، والبحث عن آفاق جديدة من الراحة.
تعد مرتفعات اسكتلندا نقطة جذب لمحبي الحياة البرية، ولا عجب في ذلك، نظراً للمناظر الخلابة التي يمكن للزائر اكتشافها. من البحيرات التي تمتد إلى المحيط الأطلسي إلى قمم أعلى الجبال في المملكة المتحدة.
هذا الجمال الطبيعي يقود محبي الحيوانات أيضاً للتعرف على أنواع نادرة من الخيول، إضافة إلى وجود أنواع مختلفة من الغزلان الحمراء، والطيور الغريبة، مثل طيور الأطيش الشمالية، وهي أنواع موجودة في المناطق الباردة والنائية.
البحث عن فرصة للقاء هذه الحيوانات، يتطلب زيارة، غابات الصنوبر الكاليدونية، أو قمم الجبال الوعرة أو الغابات المطيرة المعتدلة في الساحل الغربي.
أماكن ساحرة
الأماكن الطبيعية، لا تقف عند هذا الحد، تعد بحيرة لوخ نيس، واحدة من الأماكن الساحرة، تتمتع البحيرة باتساع وعمق مهيبين نظراً لكونها مصباً لجميع البحيرات البريطانية ما يجعلها موقعاً مثالياً للغوص، واكتشاف أعماق الحياة المائية.
ويمثل الإرث المعماري الرئيسي لمدينة غلاسكو، واحداً من عناصر الجذب الرئيسية للسياح. تجمع ثاني كبرى المدن في اسكتلندا، عددا كبيرا من القصور الفيكتورية الفخمة والمباني العامة التي تعود إلى القرون الوسطى، وهو ما يعطيها هذا الطابع المميز.
تمتلئ المدينة في عطلات نهاية الأسبوع بالعديد من الزوار، ليس فقط لرؤية المباني التاريخية وحسب، بل لأنها مركز اقتصادي مهم. تضم منطقة وسط المدينة العديد من مراكز التسوق الرئيسية والأروقة المجهزة بالكامل بالعلامات التجارية العالمية، بالإضافة إلى المزيد من العروض المحلية.
على أطراف هذه المنطقة وفي الطرف الغربي توجد النغمات البوهيمية: متاجر قديمة، وأسواق الملابس القديمة، إضافة إلى بائعي الكتب المستعملة. يعد سوق Barras في عطلة نهاية الأسبوع تجربة رائعة، حيث يمزج المفاهيم الحديثة مع التصاميم الرخيصة، ولذا فهي فرصة مناسبة جداً لمحبي التسوق، وشراء الهدايا التذكارية.
مهرجانات فقط لمحبي الطعام
الطعام في اسكتلندا، تجربة لا يمكن تكرارها في مناطق أخرى حول العالم. مزيج من الأطعمة التقليدية البريطانية والأوروبية معاً. يولي السكان أهمية كبيرة للأطعمة، ولذا تعرف البلاد باسم عاصمة المأكولات.
شهرياً يحتفل السكان بمهرجان خاص للطعام، حيث تتلألأ الشوارع عند ساعات الغروب وحتى منتصف الليل، بالأكشاك والمطاعم الصغيرة لتقديم أفضل ما يمكن من الأطباق التقليدية.
في نوفمبر المقبل، سيكون الزوار على موعد للتعرف على مهرجان الطعام النباتي. أنواع مختلفة من السلطات، والفواكه ستقدم بطريقة مختلفة. وهذا العام سيكون للمهرجان رونقه الخاص، على اعتبار أنه أول مهرجان يقام بعد انحسار موجة فيروس كورونا.
تتيح لك مهرجانات الطعام فرصة تذوق العديد من المأكولات الشهية من بعض أفضل الطهاة الذين يعملون بسحرهم مع أفضل المنتجات المتاحة، يعد طريق جوفان "غلاسكو ساوث سايد"، واحداً من أكبر أسواق الطعام، يجمع بين الطعام اللذيذ والموسيقى الحية وألعاب للأطفال والجلوس في الهواء الطلق.
اقتصاد البلاد
تظل اسكتلندا اقتصادًا صغيرًا ولكنه مفتوح، ويمثل حوالي 5 في المئة من عائدات التصدير في المملكة المتحدة. نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أعلى منه في جميع المناطق الأخرى في المملكة المتحدة خارج لندن والمناطق الشرقية في إنكلترا، ومستوى البطالة فيها منخفض إلى حد ما.
بحسب بيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات في اسكتلندا، فقد نما الناتج المحلي الإجمالي الاسكتلندي بنسبة 5.6 في المئة في الربع الثاني من إبريل إلى يونيو الماضي. يعتمد اقتصاد البلاد على صيد الأسماك بالدرجة الأولى، إضافة إلى قطاع الضيافة والمأكولات والمشروبات، والطاقة المتجددة.
ككل المناطق في المملكة المتحدة، فإن أسعار الإقامة قد تكون مرتفعة نسبياً، ويمكن أن يحصل الزوار على غرفة فندقية بسعر يبدأ من 70 دولاراً، ويرتفع السعر، أما متوسط أسعار الشقق السكنية المخصصة للتأجير اليومي، فيمكن أن تبدأ الأسعار من 100 دولار تقريباً وترتفع تدريجياً. أما في ما يتعلق بمصاريف الطعام والشراب، فيمكن أن تتراوح ما بين 40 و80 دولاراً.
