الذهب يقلص خسائره ... والمستثمرون يترقبون الانتخابات

الذهب يقلص خسائره وسط ترقب استثماري للانتخابات الأميركية

29 أكتوبر 2020
انخفاض العملات يدفع البنوك المركزية لبيع احتياطات الذهب
+ الخط -

قلصت أسعار الذهب الخسائر الحادة التي تكبدتها الأربعاء، إذ تراجعت الأسعار في التعاملات التي جرت بلندن، أمس الخميس، بنحو 2.2 دولار للأوقية (الأونصة)، ولكنها لا تزال تحت مستوى 1900 دولار، حسب بيانات بلومبيرغ، مقارنة بالتراجع الحاد الذي شهدته الأسعار في تعاملات الأربعاء، والبالغ 40 دولاراً للأوقية. 

وأدت مخاطر الانتخابات الأميركية وزيادة الإصابات في موجة كورونا الثانية والضغوط التي تعرضت لها بعض العملات الناشئة إلى بيع البنوك المركزية للذهب بمعدلات كبيرة خلال الربع الثالث من العام، وهي المبيعات الأعلى منذ العام 2010. 
وتبعاً لهذه الأسباب انخفض الذهب بمعدلات حادة، إذ تراجع سعر الأوقية، الأربعاء، إلى 1880 دولاراً، وهو أدنى مستوى للمعدن الثمين في ثلاثة أسابيع، لكن يبدو أن توقف موجة صعود الدولار، الخميس، رفع من عمليات شراء المعدن الثمين، إذ يبحث المستثمرون عن "ملاذ آمن" في محيط استثماري مضطرب في أسواق الأسهم والعديد من قنوات الاستثمار الرئيسية. ومما ساهم في تقليص خسائر أسعار الذهب أمس، استغلال بعض المستثمرين فرص التراجع الحاد، يوم الأربعاء، ليرفعوا من مشترياتهم من الذهب ضمن عمليات جني للأرباح لاحقاً. 
ويرى محللون أن أسعار الذهب ستعود للارتفاع في المستقبل القريب بسبب تداعيات الموجة الثانية من جائحة كورونا التي من المتوقع أن تدفع البنوك المركزية نحو مزيد من عمليات التحفيز النقدي الجديدة لمساعدة اقتصاداتها. 

ووفق تحليل بموقع "بيليان فولت" الأميركي الذي يعنى بالذهب والمعادن الثمينة، فإن عوامل قوة الدولار وتراجع الفائدة على السندات الأميركية أجل 10 سنوات إلى 0.75%، والتوقعات بانخفاض معدل التضخم السنوي في أميركا إلى 1.69%، وهو معدل أقل من معدل التضخم الذي يستهدفه مصرف الاحتياطي الفيدرالي، كلها عوامل ساهمت في التراجع الحاد لسعر الذهب يوم الأربعاء. ومعروف أن هنالك علاقة عكسية بين سعر صرف الدولار والأصول الأميركية وبين سعر الذهب. 
وكان مجلس الذهب العالمي قد ذكر، أمس الخميس، أن المصارف المركزية العالمية دخلت السوق في الربع الثالث بائعاً صافياً للذهب لأول مرة منذ العام 2010. وكانت العديد من المصارف المركزية قد ركزت خلال العامين الماضيين على زيادة مشترياتها من الذهب، خاصة البنوك المركزية في تركيا وروسيا والصين. 
وبحسب بيانات المجلس، زادت مبيعات البنوك المركزية من الذهب عن مشترياتها بمقدار 12.1 طناً خلال الربع الثالث من العام الحالي، في حين زادت المشتريات عن المبيعات خلال الفترة نفسها من العام الماضي بمقدار 141.9 طناً. 
في هذا الشأن، أشارت وكالة بلومبيرغ إلى أن مبيعات البنوك المركزية للذهب قادها بنكا أوزبكستان وتركيا المركزيان، في حين زادت مبيعات بنك روسيا المركزي من الذهب عن المشتريات لأول مرة منذ 13 عاماً.
في الشأن ذاته، توقع مصرف "سيتي غروب" عودة طلب البنوك المركزية على الذهب إلى التعافي في العام المقبل بعد التباطؤ الذي شهده خلال العام الحالي. ويذكر أن طلب البنوك المركزية على المعدن الأصفر وصل إلى مستويات قياسية في عامي 2018 و2019. 
وساهمت الضغوط الحادة التي عانت منها عملات الأسواق الناشئة، خاصة العملة التركية التي هبطت إلى أقل من 8 ليرات مقابل الدولار والعملة الروسية التي هبطت إلى 79.38 روبلاً مقابل الدولار، أمس الخميس، في زيادة مبيعات البنوك المركزية للذهب. وحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، باع البنك المركزي التركي خلال الربع الثالث من العام الحالي 22.3 طناً من الذهب، فيما باع البنك المركزي الأوزبكستاني 34.9 طناً من الذهب.
وخلافاً للتوقعات السابقة بأن يواصل الذهب الارتفاع فوق مستوى 2000 دولار

للأوقية، عاد المعدن الثمين ليفاجئ الجميع ويتراجع تحت مستوى 1900 دولار. لكن محللين يرون أن نتائج الانتخابات الأميركية ستكون من العوامل الحاسمة في توجهات المستثمرين خلال العام المقبل، كما أن حرص كبار الأثرياء وصناديق الاستثمار على حماية ثرواتهم من التآكل بسبب الضعف المتوقع للدولار سيفيد أسعار الذهب خلال العام المقبل.

المساهمون