الأردن لا يتوقع نموا في السياحة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة

الأردن لا يتوقع نمواً في السياحة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة

25 مارس 2024
تراجع عدد السياح القادمين إلى الأردن نحو 6% خلال أول شهرين من 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحرب على غزة أثرت سلباً على السياحة في الأردن، مع تراجع السياح الأوروبيين وانخفاض إجمالي عدد السياح بنسبة 6% في أول شهرين من 2023، رغم نمو إيرادات القطاع بـ27%.
- الأردن يسعى لتنويع مصادر السياحة بالتركيز على السياحة الطبية والعلاجية واستهداف أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا لمواجهة التحديات الراهنة.
- قطاع الفنادق يواجه أزمة بالغة مع نسب إشغال تصل إلى صفر بالمئة في بعض المناطق، والحكومة تبحث عن حلول لدعم القطاع وتخفيف التكاليف على المستثمرين.

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا يتوقع الأردن نمواً في السياحة العام الحالي، بل يحاول جاهداً الحفاظ على المستويات التي سجلها العام الماضي.

ويعتبر الأردن من مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط على مدار العام، وتعد مدينة العقبة في الجنوب من أهم المناطق السياحية في البلاد بالإضافة إلى البتراء ووادي رم والبحر الميت الذي يشتهر بالسياحة العلاجية، إلى جانب المعالم الأثرية والتاريخية في كل من جرش وعجلون والكرك.

ويحاول العاملون في قطاع السياحة بالبلاد البحث عن أسواق بديلة لتعويض الانخفاض الملموس للسياحة الأوروبية الوافدة.

وارتفعت إيرادات القطاع السياحي في الأردن خلال عام 2023 بنحو 27% إلى 7.4 مليارات دولار مقارنة بالعام السابق، وبلغ عدد السياح 6.3 ملايين سائح.

وقال عبد الرزاق عربيات رئيس هيئة تنشيط السياحة، المؤسسة الحكومية المسؤولة عن الترويج للمملكة سياحياً، لوكالة "رويترز" إن الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أثرت على أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى المملكة خاصة الأوروبية منها.

وبيّن عربيات أن العدد الكلي للسياح القادمين تراجع نحو 6% خلال أول شهرين من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال إنه لا يتوقع نمواً في أعداد السياح ولكن "على الأقل نحاول أن نحافظ على إنجاز السنة الماضية".

وأشار عربيات إلى أن نسبة التراجع منذ بداية العام كانت قليلة نوعاً ما لأن السوق العربية تحديداً الخليجية ومناطق فلسطينيي الداخل بالإضافة إلى أسواق جديدة بدأت تأتي إلى الأردن من آسيا عوضت انخفاض السياح الأجانب.

وقال: "بالتأكيد أثرت الحرب على غزة، خصوصاً الطيران منخفض التكاليف والذي توقف معظمه في مدينة العقبة السياحية" بسبب الأوضاع الأمنية باستثناء شركة واحدة برحلتين أسبوعياً من أبوظبي.

وأما في العاصمة عمان، أشار عربيات إلى أن عدد رحلات الشركات منخفضة التكاليف انخفض أيضاً بسبب الأوضاع السياسية، ولكن "نتوقع أن تعود إلى العمل في الموسم الشتوي، وهناك ثلاثة خطوط باقية وهي مدريد وبروكسل وميلان من شركة رايان إير".

وحول الخطط المستقبلية للعام الحالي قال عربيات "نحن نخطط العام الحالي لتنويع الأسواق المستهدفة لاستقطاب السياح خاصة في قطاعات السياحة الطبية والعلاجية من السوق العربي وفتح أسواق جديدة".

وأضاف "دعيني أسميها التنويع للمحفظة الاستثمارية السياحية هذا العام خاصة خلال النصف الثاني".

وأشار إلى أن هيئة تنشيط السياحة تحاول التوسع في أسواق أخرى في أفريقيا مثل إثيوبيا ورواندا وكينيا، متوقعاً إقبالاً مرتفعاً جداً من هذه الأسواق مع التخطيط للتعاون مع الطيران الإثيوبي لتسيير برامج سياحية إلى الأردن. 

وقال عربيات، إننا "نخطط للتوسع في أسواق أخرى مثل الصين، ماليزيا، إندونيسيا، باكستان، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية... وأخيراً كان فريق من الهيئة موجوداً في روسيا، وسنرى قريباً طائرات الملكية الأردنية تعود للطيران إلى موسكو".

وأوضح أنه سيكون هناك برنامج وحوافز لاستقطاب سياحة المؤتمرات في الأردن، مشيراً إلى أن برلين وقعت نحو ست اتفاقيات لطيران عارض مع عدة دول أوروبية للقدوم إلى العقبة وعمان، وهذا سيكون بدءاً من شهر مايو /أيار المقبل إلى نهاية العام.

قطاع الفنادق

في السياق، قال حسين هلالات نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الفنادق الأردنية إن التأثير الذي حصل لقطاع الفنادق كبير جداً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إلى الآن.

وبحسب بيانات وزارة السياحة الأردنية بلغ عدد الفنادق العاملة في البلاد 638 فندقاً في عام 2023 تضم 30637 غرفة.

وبيّن هلالات أن "العمل لدى القطاع الفندقي موسمي وللأسف مع الحرب على غزة وصلت نسبة الإشغال في فنادق البتراء وعمان والبحر الميت إلى نحو صفر في المائة".

وأضاف: "على الحكومة مساعدة قطاع الفنادق لكي يبقى واقفاً على قدميه وتخفف التكاليف على المستثمرين في هذا القطاع، خاصة أنهم وصلوا إلى مرحلة غير قادرين على دفع الرواتب للموظفين".

وتشير بيانات حكومية إلى أن عدد العاملين في القطاع السياحي في الأردن العام الماضي كان يقدر بنحو 55 ألف شخص.

وقال هلالات، إن "توقعاتي للعام الحالي في حال لم تخلص الحرب على غزة لن تعود شركات الطيران إلى رحلاتها للمنطقة كما كانت قبل الحرب حتى الطيران منخفض التكاليف، ومن هنا توقعات العام الحالي صعبة جداً".

ورأى أنه وإن توقفت الحرب فسيحتاج الأردن إلى بعض الوقت للعودة إلى مستويات الأعوام السابقة، مبيناً أنه حتى يطمئن السائح الأجنبي للعودة إلى زيارة الأردن يحتاج إلى أشهر.

من جانبه قال مسؤول السياحة الوافدة في جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة: " نؤكد أن قطاع السياحة يمر بأزمة حالية نتيجة الحرب في غزة والتي أثرت مباشرة علينا إذ لمسنا أن نحو 80% من الحجوزات تم إلغاؤها".

وأضاف الخصاونة: "حتى حجم الطلب في تراجع خلال الفترة الحالية، مع العلم أنه يمثل موسماً جيداً إذا ما قورن بالعام الماضي، إذ حققنا نسبة نمو عالية في تلك الأشهر".

ورأى أنه في حال استمرت أحداث غزة فسوف يتأثر كثيراً مستقبل السياحة خلال العام الحالي، وكذلك نسبة الحجوزات التي لم تتجاوز 20% حتى الآن.

وقال الخصاونة "الآثار السلبية الكبيرة التي نواجهها نحن وكلاء السياحة والسفر نتيجة نسبة الحجوزات الضعيفة ستؤثر بالتأكيد على العمالة في القطاع والخدمات اللوجستية المرتبطة به".

(رويترز)

المساهمون