أسر مغربية تتجاهل الغلاء لتأمين كسوة العيد لأطفالها

أسر مغربية تتجاهل الغلاء لتأمين كسوة العيد لأطفالها

10 ابريل 2024
أسواق ساحة الفنا بمراكش المغربية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأسر المغربية تواجه ضغوطاً اقتصادية لكنها تحرص على توفير كسوة العيد لأطفالها، معتبرة ذلك واجباً ثقافياً لإدخال الفرحة على قلوبهم، حتى لو استلزم الأمر اللجوء للمدخرات أو الاقتراض.
- إقبال كبير على شراء ملابس العيد في الدار البيضاء ينعش النشاط التجاري، رغم شكوى الأسر من الغلاء وارتفاع أسعار الملابس والأحذية، ما يبرز أولوية هذه المناسبة لدى الأسر المغربية.
- دراسة تظهر استنزاف الأسر المغربية لمدخراتها أو اللجوء للاقتراض لتغطية مصاريف العيد، مع تعديل الموازنات لضمان توفير الكسوة، ما يعكس القيمة العميقة للمناسبة وجهود التجار لتلبية الطلب رغم التحديات.

لم يمنع الضغط على القدرة الشرائية للأسر في المغرب في الأشهر الأخيرة الآباء والأمهات من توفير كسوة العيد لأطفالهم، حيث يرونها واجباً يبذلون من أجله مدخراتهم أو يقترضون، في غالب الأحيان، كي لا يحرموا فلذات أكبادهم من الفرحة بها في وقت الأعياد.

وفي الأيام الأخيرة من رمضان، أضحى الأطفال زوارا يُستقبلون بابتسامات مرحبة وحانية من أصحاب محلات بيع الملابس بسوق كراج علال وقيسارية الحفارين وحتى المحلات التجارية الكبرى بالدار البيضاء، واثقين أن الآباء والأمهات لن يبخلوا عليهم بكسوة العيد، ما ينعش نشاطهم التجاري.

ويحل العيد في سياق متسم بشكوى الأسر من الغلاء، حيث أفادت المندوبية السامية للتخطيط، في تقريرها السنوي، بأن مؤشر أسعار الملابس والأحذية، ارتفع في العام الماضي بنسبة 3.7% مقارنة بالعام الذي سبقه، علما بأن معدل التضخم بلغ 6.1%، قبل أن يتراجع في الشهرين الأولين من العام الحالي.

وكان 56.1% من الأسر التي تناولها بحث للمندوبية السامية للتخطيط قد أكدوا أن إيراداتهم تغطي مصاريفهم، بينما استنزف 42.1% منهم مدخراتهم أو اقترضوا، لتبقى نسبة الأسر التي استطاعت ادخار جزء من مداخيلها في حدود 1.8% فقط.

وأشار ذات البحث الذي تناول مؤشر ثقة الأسر في العام الماضي وتوقعاتها للعام الحالي، أن 60% من الأسر توقعت تدهور وضعيتها المالية في العام الحالي، بينما تتوقع 18.3% تحسنها.

وسجلت المندوبية السامية للتخطيط أنه في الوقت الذي ترتفع فيه نفقات الغذاء والنقل والترفيه والتعليم والاتصالات والسكن والطاقة في شهر رمضان، انخفضت نفقات اللباس بنسبة 11.5%.

وأظهرت أنه إذا كانت الأسر تخفض من نفقاتها على الملابس في رمضان لمواجهة ارتفاع نفقات أخرى، فإنها لا تتردد في ملاءمة موازنتها، كي تلبي الحاجة لتوفير كسوة العيد للأطفال.

ويشير توفيق فرتوح، مساعد تاجر بأحد أسواق الدار البيضاء، إلى أن تكلفة تأمين كسوة العيد لأحد الأبناء قد تتراوح في المتوسط بين 50 و100 دولار، معتبرا أن العديد من الأسر تشتكي من ارتفاع الأسعار، علما بأن تكاليف الإنتاج والنقل زادت منذ العام الماضي.

ويذهب إلى تحمل الأسر تكاليف طارئة، مثل تلك التي ترتبط بكسوة العيد، ما يجعلها تشعر بأن ما تشتريه مرتفع الثمن، حتى في حال ضغط التجار على هوامش أرباحهم، كي يتمكنوا من بيع ما لديهم من الملابس، التي يخشون ألا يتمكنوا من تصريفها بعد العيد.

ويقول توفيق فرتوح إن التجار شرعوا في الاستعداد لتوفير عرض من ملابس الأطفال طيلة شهر رمضان، على اعتبار أن الأسر تحرض على توفيرها لأطفالها، رغم الغلاء وارتفاع الإنفاق على الغذاء.

ويشير إلى أن التجار في جميع الأسواق يحاولون تغطية الطلب عبر الإنتاج المحلي والاستيراد، مؤكدا أن الأسعار شهدت ارتفاعا منذ العام الماضي، في ظل الزيادة التي عرفتها تكاليف النقل والمواد الأولية.

ويجري توفير جزء مهم من الألبسة عبر الإنتاج المحلي الذي يعرض في الأسواق المحلية، حيث ينشط العديد من أصحاب الورشات الصغيرة ممن يحاولون، حسب فرتوح، تعظيم إيراداتها بعد الركود الذي عرفه نشاطهم جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية وقلة الطلب على ملابس الشتاء، الذي اتسم بارتفاع درجات الحرارة.

ويذهب طارق العلالي، المسؤول عن محل تجاري بأحد الفضاءات التجارية العصرية، إلى أن الإقبال على شراء ملابس الأطفال كان ملحوظا في نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن ذلك يساهم في زيادة إيرادات التجار الذين يعولون على مناسبات مثل الأعياد والدخول المدرسي.

ويؤكد على أن بعض العلامات التجارية عمدت في فترة العيد إلى تطبيق تنزيلات همت بشكل خاص ملابس الأطفال، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 20%، متطلعة إلى تعبير الأسر عن طلب كبير في ظل المنافسة التي تشتد في الفترة الحالية مع الأسواق الشعبية.

المساهمون