الهاجس الأمني يرافق السكان خلال التسوق لعيد الفطر في ريف حلب السورية

الهاجس الأمني يرافق السكان خلال التسوق لعيد الفطر في ريف حلب السورية

09 ابريل 2024
التسوق ليس آمناً في شمالي سورية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري المعارض و"قسد" بريف حلب الشمالي، يعاني السكان من قلق وتوتر أمني متزايد خلال وقفة عيد الفطر، مدفوعًا بحوادث أمنية مثل التفجيرات التي أسفرت عن قتلى وجرحى.
- الإجراءات الأمنية المشددة تشمل التفتيش الدقيق للهويات والمركبات وإغلاق الأسواق أمام دخول السيارات، في محاولة لحماية السكان والزوار خلال العيد، معكسةً الوضع الأمني المتوتر اليومي.
- على الرغم من الجهود الأمنية، يبقى الخوف والقلق بين السكان، مما يدفعهم لتجنب الأماكن المزدحمة والبقاء بعيدًا عن نقاط الشرطة المستهدفة، في حين تسعى السلطات لتعزيز الإجراءات الأمنية والحد من الخروقات.

ترافق المخاوف الأمنية السكان أينما حلوا في مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري المعارض ومناطق سيطرة "قسد" في ريف حلب الشمالي شمالي البلاد، خاصة مع ازدحام الأسواق هذه الأيام خلال وقفة عيد الفطر، وبعد حوادث أمنية عدة خلفت قتلى وجرحى.

ورغم غلاء الأسعار في وقفة عيد الفطر فإن الأسواق تشهد ازدحاماً، وخاصة في ساعات ما بعد الإفطار مساء، حيث تزداد المخاوف لدى السكان من حدوث خرق أمني يهدد حياتهم. وقد شهدت هذه المنطقة سابقاً مجموعة خروقات أمنية، كان أبرزها التفجيرات بالعبوات الناسفة.

ويتحدث صهيب الشيخ من مدينة أعزاز لـ"العربي الجديد" عن وجود تخوف أمني لدى زوجته عند ذهابه إلى السوق، أما بالنسبة إليه فقد اعتاد الخوف حتى بات لا يشعر به. ويؤكد الشيخ أن زوجته تلح كثيراً عند كل خروج من المنزل بألا يطيل فترة غيابه، وأن يبتعد عن مكان وجود السيارات المركونة والأماكن القريبة من دوريات الشرطة التابعة لفصائل الجيش الوطني.

وكان سوق مدينة أعزاز قد شهد في نهاية مارس/ آذار الماضي مقتل 4 مدنيين وإصابة أربعة آخرين، من جراء انفجار سيارة ملغمة في السوق الرئيسي للمدينة التي تعد من المدن ذات الكثافة السكانية العالية في المنطقة. وجاء التفجير مع إقبال العائلات على التسوق لاقتناء متطلبات العيد. وبحسب بيانات الدفاع المدني السوري فقد حول ذلك التفجير فرحة عشرات العائلات في العشر الأواخر من شهر رمضان واقتراب العيد إلى حزن ومأساة.

ويقول وليد محمد، صاحب متجر لبيع الحلوى في مدينة الباب، إن المخاوف الأمنية كثيرة وكبيرة، مضيفاً "الشخص يخاف على نفسه وعلى عائلته وعلى رزقه وعلى جيرانه"، ومؤكداً أن "خسارة المال تعوض، أما خسارة الأهل والأبناء والأصدقاء فلا يعوضها شيء". وأكد محمد أن المخاوف الأمنية ليست نتيجة الهجمات فقط إنما نتيجة الواقع ضمن المدينة وانتشار السلاح، حيث يلجأ البعض إليه عند الخلافات الشخصية. وذكر أن المدينة شهدت قبل أيام قتلى وجرحى نتيجة خلاف عائلي تطور لحمل السلاح وإطلاق النار.

وفي السادس من الشهر الجاري أيضاً قتل 4 أشخاص، من جراء تفجير عبوة ناسفة بسيارة عسكرية، قرب حاجز للشرطة المدنية على مدخل مدينة الراعي الشرقي ومدينة الراعي القريبة من الحدود السورية مع تركيا.

بدوره يقول وسيم، من أهالي مدينة أعزاز أيضاً، إنه لا يطيل البقاء في السوق، ويسرع في اقتناء احتياجاته دائماً والعودة إلى المنزل، ويحاول دائماً السير في الطرق المنارة التي يوجد فيها كاميرات مراقبة، وهو يعيش حالة اضطراب حيث يخشى الاقتراب من نقاط الشرطة التي تكون مستهدفة أيضاً حالها حال السكان.

وكذلك لا تختلف مناطق سيطرة مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب الشمالي الشرقي من الناحية الأمنية فهي تشهد أيضاً حالة انفلات تتخللها هجمات بسيارات مفخخة أو بعبوات ناسفة، وتشكل هاجساً لدى السكان.

الإجراءات الأمنية

وقال محمد كدرو، القيادي في قسم المهام بفرع الشرطة العسكرية في مدينة أعزاز، لـ"العربي الجديد" إن الشرطة العسكرية والشرطة المدنية ولواء عاصفة الشمال، التابع للجيش الوطني في المدينة، وضعوا خطة أمنية لحماية الأهالي في الأسواق في فترة العيد من أي أعمال إرهابية أو تفجيرات. وتضمنت الخطة إجراءات من بينها التشديد على تفتيش الهويات، وخاصة الأشخاص القادمين من خارج المدينة، وتفتيش السيارات والدراجات النارية في الحواجز على مداخل المدينة وضمنها.

وذكر أن الخطة اقتضت إغلاق السوق الشعبي أمام دخول السيارات باستثناء سيارات أصحاب المتاجر داخل السوق من أجل نقل البضائع، وهناك وقت محدد لحركتها، مع بقاء كل أجهزة الشرطة والأمن مستنفرة طوال 24 ساعة.

وقالت مصادر "العربي الجديد" إن الشرطة وقوات الأمن في بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني شمالي حلب، اتخذت إجراءات مشابهة متعلقة بمسألة ضبط الأمن والخروقات، ففي عفرين وجهت الشرطة العسكرية بياناً للسكان طلبت منهم عدم ركن الدراجات النارية والسيارات في المناطق المزدحمة، وعدم الدخول بها إلى الأسواق.

وفي حديث مع "العربي الجديد" قال أحمد جمال كبصو، قائد الشرطة العسكرية في عفرين، إن البيانات طلبت من الأهالي عدم ركن السيارات قرب المساجد، وخاصة صباح الغد مع توقيت صلاة العيد. وفي الشأن نفسه طلبت الشرطة من الأهالي عدم السماح لأبنائهم من غير البالغين بقيادة الدراجات النارية والسيارات. كما نشرت الشرطة بياناً يتعلق بمسألة القيادة المسرعة على الطرقات والتي تشكل خطراً على السكان، سواء في الطرقات الرئيسية أو الفرعية.

وأوضح أن قيادة الشرطة شددت على عناصرها، ووجهت بضرورة التفتيش الدقيق لكل السيارات الداخلة إلى المدن، وخاصة الدراجات النارية.

من جانبها، أصدرت قيادة قوى الأمن الداخلي، التابعة لقسد، تعميمات نصت على منع دخول الشاحنات والصهاريج الكبيرة والمتوسطة إلى المدن والبلدات من الساعة السادسة مساءً، ابتداء من يوم أمس الاثنين وحتى الخميس القادم، ويمنع دخولها منعاً باتاً في أول أيام عيد الفطر.

ونصت التعميمات أيضاً على إغلاق المعابر أمام الحركة التجارية، ودخول المركبات في التاريخ نفسه، مع إبقاء المعابر مفتوحة فقط أمام حركة الأشخاص. وتمنع التعميمات أيضاً سير الدراجات النارية المدنية والعسكرية، كما يمنع إطلاق الأعيرة النارية واستخدام الأسلحة والرصاص.

المساهمون