"الملتقى السينمائي": كاميرا مفتوحة على الطفولة

لا تزال صناعة الأفلام العربية الموجّهة للطفل تعاني مشاكل عدّة، حيث تندر المشاريع المستمرّة بسبب غياب إستراتيجيات للإنتاج بين المؤسسات التربوية والتعليمية وصنّاع السينما، ولعدم وجود كوادر متكاملة تجمع كتّاب النصوص والمخرجين والفنيين، ناهيك عن حسابات السوق التي ترى أن الاستثمار في هذا القطاع أكثر كلفة من دبلجة وترجمة أعمال غير عربية.

أسئلة عدّة في هذا السياق يطرحها "الملتقى السينمائي" الذي تنطلق فعاليات دورته الثانية مساء اليوم في "النادي الثقافي" في مسقط، وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري، وتخصّص هذا العام لـ"سينما الطفولة" لما تمثله من أهمية بالغة في نشر الثقافة السينمائية الجادة والتعريف بها في المجتمع"، بحسب المشرف على الملتقى سماء عيسى.

يشير عيسى إلى "ما يمكن أن تضيفه أفلام الطفل من محتوى سينمائي هادف وقيم إنسانية وثقافية راقية، ولما للسينما من دور في تشكيل فكر الطفولة ورؤاها والقضايا المتعلقة بها، وهي تلك السينما التي يشارك فيها الطفل صانعاً لأحلامه ومستقبله".

تُفتتح التظاهرة بعرض فيلم "بشرة" (2008) للمخرج الإنكليزي أنتوني فابيان، والذي يتناول إحدى قصص الواقع في جنوب أفريقيا عام 1965 حين كانت السلطة الحاكمة تمارس التمييز العنصري ضد سكّان البلاد الأصليين، حيث تتعرّض بطلة الفيلم إلى ظلم اجتماعي يشرّعه القانون بدءاً من أيام الدراسة وصولاً إلى زواجها وانفصالها وما يترتّب على ذلك من تداعيات.

تكرّم الدورة الحالية الممثل العُماني سالم بهوان الذي رحل العام الماضي، ويعدّ من أبرز مؤسسي المسرح والدراما التلفزيونية في بلاده، حيث شارك في أكثر من ثلاثين عملاً مسرحياً، إلى جانب أربعة أفلام سينمائية منها: "البحث عن المستحيل"، و"مرة في العمر"، وسيقدّم الفنان أحمد الإزكي ورقة تستعرض مشوار الفنان الراحل.

من بين المشاركين في الملتقى المخرج التونسي أنيس الأسود، الذي تُعرض أفلامه القصيرة الموجّهة للطفل، وهي: "بنت ولد"، و"بثينة"، و"يعقوب ابن البحر"، و"أطفال القرى". ويقدّم فيلم "انفصال" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، وفيلم "صوت الموسيقى" لـ شارلي شابلن، ومجموعة من الأفلام العُمانية القصيرة.

إلى جانب ذلك يقدّم كلّ من المخرجين السينمائييْن العُمانييّن حميد العامري ومزنة المسافر شهادة إبداعية، تحمل الأولى عنوان "السينما تجربة حياة إبداعية"، والثانية "لقطات من المشهد السينمائي العماني".

يُذكر أن "ملتقى السینما" قد تأسّس العام الماضي وحملت دورته الأولى عنوان "سینما الصحراء"، وشاركت فيه أفلام من تونس والمغرب وأستراليا وعُمان.