عندما غنَّى رجلٌ من دياربكر

عندما غنَّى رجلٌ من دياربكر

06 ابريل 2024
أمل إيرتام
+ الخط -
اظهر الملخص
- في أنقرة، تم القبض على مواطن من ديار بكر يغني للأسماك، مما يعكس تهكماً على الواقع والسلطة، ويشير إلى البحث عن الحرية والتعبير في ظل القمع.
- النص يستكشف مفارقات الحياة والموت، ويعرض كيف يتم التعامل مع الأخبار والمعلومات بشكل سطحي من قبل الصحافة، مع التركيز على الجانب الإنساني والعاطفي للأحداث.
- يتناول الشعر تأملات في الوجود والنسيان، مستخدماً السخرية للتعبير عن الاستياء من الروتين والقمع، ويظهر كيف يمكن للبساطة والأغاني الشعبية أن تحمل دلالات عميقة عن الحياة والمقاومة.

مرض الحياة

كتبت الصحف:
في أنقرة تمَّ القبض 
على مواطن من ديار بكر 
كان يغنِّي أغنيةً شعبيَّةً للأسماك.

هذا مُمكن
إذ إنّ بحرَ آمَد كبير
وأصوات الرفقاء "الهَفال" شجيَّة
يُحتمَل أنَّ السمكة قد ماتت من الكدَر.

الصُّحف لديها معلومات مفصَّلة بالطبع
لأنها في مكان الحدث حيث الجثث
ليس من السهل أن تكون الصحف
مِلْحفةً للجائع وبَطَلةً للشبعان.

الحياةُ مرض وفي الموت راحة
هكذا يُعالجنا الإله
الخبر صحيح، والسمكة هي الضحيَّة
قال الطبيب: قد تكون المشكلة اضطراب القلق.

ثارت المخابرات
عندما غنَّى شخصٌ من دياربكر 
أغنيةً شعبيّةً لإحدى الأوراق
"ما مهمَّةُ هذه الورقة؟"
السمكة ميّتة، والورقة جافة
الخالق وحدهُ يعلم الحقيقة
لكن ليس بيننا الخط الهاتفي الأحمر.


■■■


يوهو!

يوهو!
ماتتْ زهورُ البنفسج
تمزَّق القميص
وظهرَ اللحم
أخرجتِ الجارة رأسها من الشُّرفة المجاورة
تقول: "يا نهاراً أسود، حدث ما لم يحدث،
ماتَ الميِّت"
قسَّم نورسٌ لطيفٌ السمكَ إلى أربعة أجزاء.
كلُّ شيء ينتظر دورَه كي يُنسى.
ذلك البلد المنسيُّ
يصحو لينسى
حيث تحذفُ العناوينَ عناوين أُخرى
وتذبلُ أزهارُ الخوخ
وتصلُ الحافلات خطأ.

تقول الجارة: 
"سمع من لم يسمع أنهم سارقون،
لكنَّ إنجازاتهم ناجحة، 
أما الجرائم فقد أصبحت من روتينِنا"
في الأرض التي اختفت فيها
أشجار الصنوبر الحمراء والنُّمور 
والأطفال
تُغنِّي سحابةٌ كَتُومة أغاني قديمة تتسرَّب عبر شقوقها 
فِناؤها متهدَّم
والحطامُ غارقٌ في الأعماق.

تقول الجارة:
"يا بنات، لم نأتِ لنجلسَ، التي في العرس
عليها أن ترقص"
إنّ الذين يتصرَّفون باسم الإله
وألقوا الحقيقةَ أمام الكلاب 
تركوا أرواحهم كفُتاتٍ على المائدة تكنسها المكنسة
وانصرفوا.

تقول الجارة:
"لكنه استحقَّ، ورآه من رأى،
لم يبقَ سوى الريح على قيد الحياة،
فالبقيّة ماتوا".

تجمع الجارةُ الحطبَ من أجل الجحيم.

زهرة البنفسج تنسى أن تذبل
والموتُ ينسى أن يأتي
والذي يُنسينا سيُنسى يوماً
يوهو!


* ترجمة عن التركية: محمد حقّي صوتشين

** Emel İrtem شاعرة تركية من مواليد مدينة أسكي شهير عام 1969، حائزة على إجازة في اللغة اللاتينية وآدابها. صدر لها سبعة دواوين. تكتب عن قضايا إنسانية بأسلوب تهكمي، بسيط لكنَّه مؤثّر. تُرجمت قصائِدها إلى لغات عديدة. حازت على جوائز شعرية تركية. 
 

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون