"الصحافة العربية الساخرة": أسئلة الخذلان المشترك

"الصحافة العربية الساخرة": أسئلة الخذلان المشترك

02 يناير 2018
(من صحيفة "الدومري" السورية)
+ الخط -
تنطلق ندوة "الصحافة الساخرة في الوطن العربي" التي ينظّمها "مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية"، في "جامعة عبد الحميد بن باديس" في مدينة مستغانم طيلة يوم العاشر من الشهر الجاري.

يبحث المشاركون في الندوة واقع هذه الصحافة في البلاد العربية اليوم، وأسباب تراجعها، وعلاقة ذلك بالاقتصادي والسياسي والاجتماعي، كما تتناول الجلسات المختلفة شروط هذا النوع من الكتابة الساخرة وعوامل نجاحه أو مسببات إخفاقه.

كما تحاول الندوة مقاربة تاريخ هذا النوع الصحافي وبداياته، و"تحليل تداعيات الانسحاب من الفضاء الإعلامي في البيئة العربية، وعوامل العودة والرجوع عبر منصات الإعلام الجديد، وكيف ساهمت هذه الأخيرة في عودة هذا الفن الصحفي وبأساليب متنوعة ومضامين جديدة".

محاور الندوة الخمسة تتضمّن الإعلام والسخرية والدوافع والآليات، وتصوّر عن الصحافة الساخرة في الوطن العربي، من حيث الحضور والغياب، ومن حيث علاقتها بوسائط الاتصال المتعددة، إلى جانب دراسة نماذج جزائرية وعربية، وتاريخ هذا النوع في الجزائر على وجه التحديد.

وتعتبر مجلة "الصح آفة"، واحدة من أشهر الصحف الساخرة التي صدرت في الجزائر في التسعينيات من القرن العشرين، وكانت توزّع أكثر من أربعمائة ألف نسخة، لكنها توقّفت بسبب التضييق عليها، ثم صدرت مجلة "المنشار" التي اختفت أيضاً.

من أشهر الصحف الساخرة التي عرفتها البلاد العربية فب العشرينيات من القرن الماضي، "المضحك المبكي" و"الدومري" في سورية، و"الدبور" في لبنان، و"النديم"، و"الصريح" في تونس، و"الكشكول" و"خيال الظل" و"أبو نظارة" (أول مطبوعة عربية ساخرة ظهرت عام 1876) في مصر.

وإن كانت كل تجربة عربية في هذا السياق، لها فرادتها وخصوصيتها وقضاياها بحسب البلد الذي تظهر فيه، فإن معظم الصحف العربية الساخرة لم تستمر في البلاد العربية، لأسباب أغلبها تتعلّق بالرقابة وقلّة الدعم والتمويل الذي يعود إلى التخوّف منها بسبب انتقاداتها السياسية والاجتماعية.

يرى القائمون على الندوة في بيان نشر حولها إن هناك عدة عوامل وراء إخفاق الصحافة الساخرة المستمر، ومن بين هذه العوامل "اعتقاد بعض المتتبعين أنها غير جاذبة للإعلان"، وأنها "الصحافة الساخرة تحتاج أيضاً إلى درجة من التمكن في الكتابة وفنيات التلاعب بالحرف والكلمات والدلالات والإيحاءات والإحالات السيميائية"، وقبل كل ذلك تتطلّب "مناخاً سياسياً ملائماً يفسح مجالاً كبيراً للحرية وحرية إبداء الرأي وتقبل الرأي الأخر".

ويلفت البيان إلى أن ظهور وسائط الاتصال المتعددة، أتاح "فضاء تواصليا أوسع لهذا النوع الإعلامي... وحوّلها فعلاً إلى منصات كبيرة للهزل الإعلامي يعري ليس القضايا الاجتماعية والسياسية، كما كان عليه الحال في بدايات ظهور هذا النمط الإعلامي، بل يتعدّاه إلى مختلف جوانب الحياة العامة والخاصة".

المساهمون