براهين

براهين

29 سبتمبر 2017
سعد يكن/ سورية
+ الخط -
وصل التبجحُ بالإنسان حدّ الزعم أن جميع كائنات الكوكب، باستثنائه هو، لا تتألم روحياً. ولا أعلم من أين تلبّسه هذا اليقين. فلا العلم بمقدوره اللعب في هذه المنطقة، ولا الدين، ولا حتى الفنون.

وأغلب الظن، أن نرجسيته وحدها هي من جعلت من التألم الروحي امتيازاً لبني جنسه فقط.

مع أن البداهة تقول إن الألم موزع على جميع الكائنات الحية، والاختلاف فقط في المقدار.

بل ربما يكون ألم الكائنات "غير العاقلة" (بتعبيرنا الفاضح) أكبر من ألمنا نحن الذين وضعنا لأنفسنا ولها وللطبيعة ما شئنا من الصفات، تحت وهم أننا مركز الكون، وعجيبة الله، وأرقى كائناته في سلم التطور، قاطبةً.

أفكر اليوم أن المركزية الغربية، ما كان لها أن تخرج إلا من تحت عباءةٍ سبقتها هي مركزية إنسان ما بعد الأديان.

وبناء على ما سبق، فكما أكره مركزية الغرب، فإنني ـ قبلها وبعدها ـ أكره مركزية الإنسان. وإذا كان الغرب لا يرى سوى مصالح بنيه، فيُفاقم من آلام غيرهم، ليسعدهم، فكذلك فعل الإنسان قديماً وحديثاً، مع جميع الكائنات الأخرى، منطلقاً من نظرة عنصرية تعتبر ما سواه هامشياً وأدنى.

ومن في حاجة إلى براهين، فلينظر حوله.

المساهمون