فلتَعِش اللّوحة.. هنري ماتيس في معرضين

فلتَعِش اللّوحة.. هنري ماتيس في معرضين

07 أكتوبر 2017
(ماتيس في محترفه الفرنسي، تصوير: روبرت كابا)
+ الخط -

تستعيد مدينتا لندن وفرانكفورت الفنان الفرنسي هنري ماتيس (1869-1954)، الأولى عبر معرض لمجموعة من الأعمال النادرة والصور ومخطّطات اللوحات، والثانية عبر العلاقة التشكيلية التي جمعته بفنان فرنسي آخر هو بيار بونار (1867-1947).

تُقيم المعرض اللندني "الأكاديمية الملكية للفنون" ويأتي بعنوان "ماتيس في الاستوديو"، ويتواصل حتى 12 من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. يمكن للمتلقي أن يشاهد أعمال المجموعة الخاصة لأحد أبرز فناني تلك الحقبة، إلى جانب المتعلقات التي ألهمته رسم هذه اللوحة أو تلك، سنجد مثلاً صوراً لـ"زيتا" إحدى الموديلات اللواتي وقفن مراراً أمام صاحب "رغد العيش"، الصورة جرى التقاطها لزيتا عام 1928، وفيها تجلس على حافة سريرٍ ناظرة إلى رسّامها.

من الأغراض التي تعود لماتيس وتبدو مؤثّرة في أعماله نسخٌ من مجلة كانت تدعى "الإنسانية المؤنثة"، وهي مجلة مبتذلة، ومن صور النساء العاريات فيها استلهم الفنان منحوتة من البرونز أنجزها عام 1908 وأطلق عليها اسم "امرأتان".

يخصّص "ماتيس في الاستوديو" جزءاً من المعرض لتقديم أعمالٍ استشراقية أنجزها الفنان في الثلاثينيات بحضور الموديل زيكا، اللوحات مليئة بالأزياء المغربية، وتفاصيل السجاجيد، والأقنعة الأفريقية، والحرير وتفاصيل الرسم عليه، والفن الإسلامي كما يظهر في البيوت في شمال أفريقيا، تلك التفاصيل التي رسمها مستعيناً بألوان الجنوب الفرنسي.

أما بالنسبة إلى معرض فرانكفورت، فيتواصل حتى 14 كانون الثاني/ يناير 2018، في متحف "ستادال" في فرانكفورت وهو بعنوان "ماتيس- بونار: فلتعش اللوحة".

المعرض كما يصفه قيّم الفني دانييل زاماني يجمع فنانَين رائدَين في حركة الفن الحديث في العالم، وفي أوروبا بشكل خاص، مطلع القرن العشرين في باريس التي كانت بمثابة معمل لكلّ الفنانين الطلائعيين، وفيها طوّر كلّ من ماتيس وبونار صيغة فردية مميزة يدفعهما الحماس للفن وحياة طويلة كرساها للتجريب".

يتضمّن المعرض الفرانكفورتي 120 لوحة ومخطّطات ومنحوتات وصوراً فوتوغرافية، من بينها صور لمحترَفي الفنانَين الصديقين أيضاً، حيث قضيا معظم حياتيهما، وقد التقط هذه الصور الفوتوغرافية هنري كارتييه بريسون عام 1944، حين زار الفنانَين الصديقين اللذين كانا قد تجاوزا السبعين آنذاك، وكانا يتبادلان الكثير من الرسائل التي تضمّنت آراء في الفن والفنانين والأحداث السياسية واليوميات الخاصة والتفكير في عمل كلّ منهما.

يقيم المعرض حواراً بين الفنانَين؛ ماتيس الآتي من المدرسة الوحشية صاحب الألوان المليئة بالحياة واللوحات التي يهيمن عليها حضور الجسد المؤنث، وفي حين حضر هذا الجسد في أعمال بونار لكنه لم يكن الثيمة الأساسية في لوحاته التي انهمكت بالطبيعة الصامتة وأجواء المنزل وتفاصيل مدينة باريس وأحيائها.

المساهمون