السير الهلالية بصوت "الشيخ الفرنسي"

السير الهلالية بصوت "الشيخ الفرنسي"

06 سبتمبر 2015
زين محمود في حفلة في باريس
+ الخط -

تسمع صوت امرأة مصرية أول التسجيل: "يسر شركة فلفل فون أن تقدّم لعشاق السيرة الهلالية عن قصة أبو زيد الهلالي وأولاده أخته يحيى مرعي ويونس وروضة غرب تونس للشاعر علي جرمون".

هكذا، تبدأ التسجيلات القديمة التي ستجدها على يوتيوب لأطول ملحمة تصل أبياتها إلى خمسة ملايين بيت من الشعر، ويتوفر منها 14 جزءاً متسلسلاً بصوت جرمون على الشبكة الافتراضية، يتجاوز كل واحد منها الساعة.

السيرة وحدها ليست الموضوع هنا، بل طريقة إنشادها بطقوسية وضعها المصريون، وأبزرهم الشاعر المذكور في التسجيل علي جرمون (توفي سنة 2008)، وهي ليست مثل طقوس الإنشاد الصوفي، وتلتقي قليلاً مع الغناء الشعبي المصري. وآلات هذا الغناء لا تتجاوز الرق والربابة والناي والطبل.

هذه الأساليب الغنائية الثلاثة ستكون موضوع ورشة "صوفيات" التي يقيمها المنشد زين محمود في بيروت في فضاء "مايناس وان" Minus1 وتنطلق في 19 أيلول/ سبتمبر وتستمر حتى 21 منه.

مع المنشد محمود، أصبحت آلات الغناء الشعبي هي الفلوت والغيتار والـ بييز، بعد أن أسس فرقة "زمان فابريك" في فرنسا، ورافقه فيها موسيقيون من الجزائر وفرنسا والبلقان.

ورغم أنه طوّر أدواته الموسيقية وأنشد أغانيَ أخرى إلى جانب السيرة الهلالية، لم يطوّر كثيراً في أسلوب غنائها، عمّا أتى به جرمون أو سيد ضو، بل ما زال أسلوب الشيخين مهيمناً، ومن قبلهما الرّيِّس توفيق آب محمود.

تتلمذ محمود (1986) على يد الشيخ سيد ضو، أحد أشهر من أنشد السيرة الهلالية أيضاً، وهو الذي علمه فنون الأداء المختلفة، قبل أن ينتقل إلى فرنسا ويؤسّس مركزاً فيها لتعليم الغناء الشعبي، حتى حمل الشاب الصعيدي لقب "الشيخ الفرنسي".

أصدر محمود عدة ألبومات في فرنسا، ومن أشهر الأغاني التي عرفه الناس من خلالها "يبكي ويضحك" التي غناها في فيلم "باب الشمس".

وبالرغم من الغربة التامة لهذا النوع الموسيقي في فرنسا، يبرر المنشد هجرته إلى هناك بغربة الفن الشعبي والصوفي في بلاده الآن. فعلى حد تعبيره في أحد من لقاءاته: "لا مكان للفن الشعبي في مصر، إضافة إلى عدم وجود اهتمام أو دعاية أو منتجين أو مسارح تستقبل نوع الفن الذي يقدّمه، كما أن العاملين في الفنون الشعبية يتركونها ويذهبون إلى الفنون الأخرى".

إذن، الخيط الرفيع بين غناء السيرة الهلالية والإنشاد الصوفي والغناء الشعبي، هو موضوع الورشة البيروتية التي يقدّم المنشد خلالها الطريقة المصرية في تقديم هذه الأنماط التي تختلف بشكل كبير عما هي عليه في مناطق أخرى من البلاد العربية.

المساهمون