"بغداد السينمائي": إجازة من صوَر الدم

"بغداد السينمائي": إجازة من صوَر الدم

24 سبتمبر 2015
(مشهد من فيلم "قدمي اليمنى")
+ الخط -

صورةٌ مختلفة عن مشاهد الدم التي اعتاد عليها العراق منذ اثني عشر عاماً، يحاول أن يرسمها "مهرجان بغداد السينمائي الدولي"، الذي يستعدّ لإطلاق نسخته السابعة في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول القادم، بمشاركة أكثر من مائة فيلم، من مختلف دول العالم.

يُفتتح المهرجان في "المسرح الوطني"، بالعرض الأول للفيلم التاريخي "القربان" للمخرج الإيراني أحمد رضا درويش، والذي يروي سيرة الإمام الحسين، وهو من بطولة جواد الشكرجي من العراق وجمال سليمان وطلحت حمدي من سورية.

يُشارك في التظاهرة أربعون بلداً، منها الولايات المتّحدة وإسبانيا وهولندا وإيطاليا وبريطانيا والهند واليابان والصين وبلجيكا وإيران ومصر والمغرب والجزائر. إضافة إلى كوت ديفوار التي تُشارك للمرّة الأولى.

يعرض المهرجان 120 فيلماً تمّ اختيارها من بين قرابة ألف عمل رُشّح للمشاركة في التظاهرة السينمائية التي تُخصّص ستّ مسابقات؛ تتوزّع على الروائي الطويل والروائي القصير والوثائقي وأفلام حقوق الإنسان وأفلام المخرجات العربيات والأفلام العراقية.

يُشارك في مسابقة "مخرجات عربيات" فيلم "إبادة" للمخرجة مروة حمودي، و"الحب يموت واقفاً" لشهرام مصلخي، وهو فيلم جديد أُنتج في إقليم كردستان ويُعرض في بغداد للمرة الأولى.

بينما نجد في مسابقة "آفاق"، سبعة عشر فيلماً عراقياً قصيراً، من بينها فيلم "قدمي اليمنى" للمخرج الشاب أيمن التميمي، والذي يتناول قصّة فتى بساق واحدة، يعيش في قرية معزولة ويتحدّى الظروف المحيطة به، من أجل مشاهدة فيلم "سبايدر مان"؛ حيث يواجه متاعب لجمع المال والسفر لتحقيق حلمه.

بالنسبة إليه، سبايدر مان نموذج بطولي، لأنه نجح في الخروج من حالة الضعف وتحوّل إلى بطل. هكذا، يتخيّل نفسه بطلاً سيتجاوز وضعه الصعب ويصبح له شأن كبير.

يقول التميمي، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن الفيلم الذي كان مشروع تخرّجه من معهد الفنون الجميلة يحاكي فيلم "قدمي اليسرى" الحاصل على جائزة الأوسكار، مضيفاً: "كل شخص يطمح بالوصول إلى حلمه، ولكننا نضع أحلامنا بعيداً لآخر نقطة لنتمكن من الاستمرار والعطاء".

وعن مشاركته في المهرجان بعد مشاركته العام الماضي بفيلم "انطفأت شمعتي"، دون أن يحوز أية جائزة، يقول: "هناك لجان مختصة وسينمائيون يقومون باختيار الأفلام، لكن ما شاهدته في الدورات السابقة أن ثمّة مجاملات وأفضلية للمشاركين من خارج البلد. المخرج العراقي، والشاب تحديداً، بحاجة إلى الدعم المعنوي من خلال المهرجان. صحيح أن الأفلام الأجنبية تحمل قيمة فنية كبيرة، ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أنّ السينمائيين العراقيين يواجهون متاعب كثيرة ويعملون في ظروف صعبة من أجل الخروج بعمل جميل".

جدير بالذكر أن المهرجان انطلق سنة 2004 مع تأسيس جمعية "سينمائيون عراقيون بلا حدود"، غير الحكومية، وأقيمت دورته الأولى في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2005. يؤكّد القائمون عليه أنه يسعى إلى تأكيد حضور السينما العراقية في الفضاء العربي والدولي ونشر الثقافة السينمائية كوسيلة فنية لترسيخ القيم الإنسانية

دلالات

المساهمون