إلسا باسيل: اكسروا المرايا الكاذبة

إلسا باسيل: اكسروا المرايا الكاذبة

16 مايو 2015
تصوير: إرنستو هلموند
+ الخط -

إلسا باسيل، فنانة من أصول عربيَّة وأرجنتينيَّة، وابنة شاعرةٍ فلسطينية نيكاراغوية هي سعاد مرقص فريج، ورسّام أرجنتيني.

باسيل رسّامة وكاتبة أغان ومغنِّية نيكاراغوية، وهي - تماماً كوالدتها - اسمٌ معروف ليس فقط في أوساط الفنانين، بل في الأوساط الشعبية أيضاً، إذ تقيم حفلاتها باستمرار في مدن نيكاراغوا المختلفة برفقة فرقتها "فولكانتو"، التي تتدرّب معها أغلب الأحيان في بيتها.. لتتنقل بعروضها في مدن نيكاراغوا وبلدان أميركا الوسطى.

درست باسيل الموسيقى في كوبا، بمنحةٍ من منظمة التحرير الفلسطينيّة، وابتدأت حياتها الفنيَّة عام 1994، متعاونةً مع عدد من المطربين النيكاراغويّين الذين آمنوا بموهبتها.

أوجدت طريقتها الخاصّة في الغناء، وفي اختيار المواضيع التي تطرحها في أغانيها، كالدعوة لإيقاف العنف ضدَّ المرأة، والتوقّف عن اصطياد الزواحف من أجل بيع جلودها، عدا الأغاني العاطفية.

تقدم باسيل موسيقى الجاز والبوب والروك، وتكتب كلمات أغانيها، إلا أن المرّة الوحيدة التي غنَّت لغيرها، كانت حين غنَّت شيئاً من أشعار محمود درويش.

تجد نفسها أقرب إلى العرب منها للأرجنتينيين، رغم أنها تضع نيكاراغوا في المقام الأول. إذ تربَّت مع أمها وعائلتها في نيكاراغوا، ولم تزر الأرجنتين في حياتها، بل كانت تقوم بزيارات خاطفة لوالدها الذي كان يقيم في كوستاريكا، ولهذا اكتفت باسم كنيتها العربية "باسيل"، كاسم فنّيٍّ لها عوضاً عن كورِّيَّا، كنية والدها.

زارت لبنان عام 1980، مع والدتها التي كانت على علاقة مع منظمة التحرير الفلسطينيّة، وكان عمر باسيل آنذاك 12 عاماً، كانت قبل ذلك قد انتقلت للعيش مع والدتها وأختها مونيكا في بنما وكوستاريكا، قبل أن تنجح الثورة الساندينية –التي انضمت إليها سعادــ في نيكاراغوا. وكثيراً ما شهدت باسيل تدريبات على استخدام الأسلحة، غير أنها أوجدت طريقها الثوري المختلف في موسيقاها التي تميَّزت على مستوى أميركا الوسطى، حاصدةً عدداً من الجوائز. أما فلسطين، فزارتها مرة واحدة عام 1997، إذ استطاعت في هذه الزيارة ملامسة الجانبين الثقافي والاجتماعي عن قرب.

ورثت باسيل مواهبها عن والديها، فإذا كانت سعاد تكتب الشعر فإن ابنتها تكتب الشعر المغنّى الذي لا يخلو من حكمة وفلسفة، إذ تقول في إحدى أغانيها "إنه الظلام، ومع هذا يوجد عبّاد شمس"، أو "اكسروا المرايا الكاذبة".

حين تدخل بيتها تشاهد على المدخل لوحة ملاك غير مكتملة كان أبوها قد شرع في رسمها قبل وفاته. لم تكمل إلسا اللوحة وعلقتها كما هي في صدارة البيت، كأنما ترفض التدخل في إبداع الوالد، لتنصرف هي إلى لوحتها الخاصة. 

المساهمون