وقفة مع سيسيل أُمهاني

وقفة مع سيسيل أُمهاني

07 فبراير 2021
سيسيل أُمهاني في 2014
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "الكتب دائماً حاضرة معي، بالقرب مني، وهي التي تُنقذني"، تقول الكاتبة التونسية في حديث إلى "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- مثل كثيرين من بني البشر، أنا منشغلة بوضعية عالمنا وهو يواجه الجائحة. إنها لحظة قطيعة تخترق حياتنا. أتساءل: كيف سيكون العالم لاحقاً؟ ما الذي خسرناه؟ ما الذي تعلمّناه من هذا الامتحان التي هزّ كوكبنا.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر أعمالي رواية بعنوان "Tunisian Yankee" (يانكي تونسي) وهي تضيء مسار تونسي يرحل عن بلده في 1912 ليستقرّ في نيويورك. أما عملي المقبل فسيكون مجموعة شعرية، من المتوقّع أن تصدر في نهاية 2021، وهي في جزء منها مستلهمة من تجربة الفنان التشكيلي جوزيف مالورد ويليام تيرنر وما رسمه خلال رحلته إلى فرنسا في عام 1802.


■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- كل كتاب هو شكل من أشكال العبور. أحاول أن أذهب إلى أبعد ما يمكن، وأعلمُ أن كل عبور سيقودني إلى عبور آخر ومن ثمّ إلى آخر، في كون سيكون في كل مرة مختلفاً، وهناك أقيمُ زمن الكتابة.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- لا أعتقد أني سأسير في طريق آخر. حكايتي مع الكتب بدأت منذ الطفولة، مع قراءاتي الأولى. وسواء كنت أقرؤها أو أكتبها، فالكتب دائماً حاضرة معي، بالقرب مني، وهي التي تُنقذني.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أتمنى لو أن البشر يعرفون كيف يستخرجون الدروس من أخطاء الماضي من أجل بناء عالم أفضل. أحلم أننا حين نخرج من الأزمة الحالية، أن نصبح أكثر انتباهاً إلى الآخرين وأكثر انشغالاً بمستقبل الكوكب، لأنه لا يوجد كوكب آخر يمكن أن نعيش فيه وبالتالي علينا أن نهتمّ به.


■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- كنت أود أن ألتقي الكاتب الهندي رابندراناث طاغور. منجزه الإبداعي ضخم ومتعدّد الأشكال، فهو شاعر وروائي وفنان تشكيلي وفيلسوف. يمسّني دائماً الاهتمام الذي يخصّصه للمرأة في كتاباته، من ذلك "المنزل والعالم"، وهو رواية صدرت في 1916 أو في قصّته "شارولاتا" التي صدرت في 1901.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- تحضر ببالي دائماً فرجينيا وولف. لديّ ارتباط عميق بكتابتها، وبالطريقة التي تمتزج فيها الرواية والشعر في أعمالها. كتابها ضمن جنس المحاولة؛ "غرفة تخصّ المرء وحده"، يمثل بالنسبة لي عملاً مرجعياً يتعلق بالنساء اللواتي يكتبن.


■ ماذا تقرأين الآن؟
- أعيد قراءة الإلياذة والأوديسة لهوميروس. لشعره صدًى يصلني عبر القرون، سيّما ضمن عزلتي الحالية. أشعر بحاجة إلى أخذ مسافة مع الواقع من خلال الغوص في ماض بعيد جداً حيث الأساطير المؤسسة.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحبّ سماع إبراهيم معلوف. أحبّ موهبته التي ينسج ويمزج بها موسيقات العالم ليُسمع البشرية ما لديها من المشترك.


بطاقة
كاتبة من مواليد 1952 في نامور (بلجيكا). تلتقي في أسرتها جذور تونسية وفرنسية وبريطانية. تكتب الشعر والرواية والقصة واليوميات وأدب المحاولة. تحضر تونس كعنصر إلهام ثابت في أعمالها. من مؤلفاتها: "بعيداً عن طيران الورشان" (1996)، و"باتجاه لشبونة" (1997)، "رائحة الحنة" (1999)، "حديقة في المرسى" (2003)، و"مدن العصافير" (2011)، و"تونس.. دفاتر الشك" (2013)، و"يانكي تونسي" (2016)، و"السير بعيداً عن الغيوم" (2018)، و"مذكّرات مجهولة" (2019).

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون