"واقع المدارس في ظل حرب الإبادة".. دراسة إحصائية

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة، كان القطاع التعليمي هدفاً رئيسياً في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، حيث استهدفت البنية التعليميّة من مدارس وجامعات ومؤسّسات ثقافيّة ومكتبات وغيرها، وعمل الاحتلال على تدمير مقومات الحياة كافة، تحقيقاً لأهدافه الاستعمارية في تدمير مقوّمات الوجود الفلسطينيّ، التي يلعب التعليم جانباً محوريّاً في تعزيزها.

وبهدف رصد الضرر الذي تعرّض له هذا القطاع، وتأثيراته في المجتمع الفلسطيني، أصدر "مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية"، دراسة إحصائية بعنوان "واقع المدارس المواءمة في ظلّ حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة"، من إعداد حلا علي وفراس جابر، حيث يتناولان فيها واقع المنظومة التعليمية وتأثيرات العدوان بالمدارس وكوادرها التّعليميّة والإداريّة والطّلبة، في ظلّ حرب الإبادة. 

وقد أظهرت الدراسة أنّ عدد الشهداء من طلبة المدارس بلغ أكثر من 5379 شهيداً وشهيدةً، فيما بلغ عدد الجرحى 8888 شخصاً، ويرفع ذلك من احتمالية ازدياد نسبة الطلبة ذوي الإعاقة الملتحقين في المدارس بفعل الإصابات. ولم يقتصر الضرر على البشر فحسب، بل هناك، وفقاً للدراسة الإحصائية، ما يقرب من 386 مبنىً مدرسياً تعرّض لتدمير متواصل، منها 25 تضرّرت بالكامل، فيما لحقت أضرار جسيمة بـ113 مدرسة، و125 تضرّرت أضراراً متوسطة. ولحقت أضرار خفيفة بـ123 مبنىً مدرسياً. 

الصورة

ووفقاً للإحصائيات، فإن 44 مدرسة تابعة لـ"وكالة الغوث الأونروا" تعرّضت لقصف مباشر، و40 مدرسة تعرضت للتدمير. أما بالنسبة إلى المدارس الخاصة، فقد تعرضت 21 مدرسة للقصف المباشر، و21 مدرسة خاصة لتدمير كامل. وفي إجماليّ قطاع غزّة، بلغ عدد المباني المدرسية التي أُصيبت بقصف مباشر 162 مبنىً، وهذا يمثل نسبة 28.8 بالمئة من إجماليّ المدارس في قطاع غزّة. 

أما بالنسبة إلى المدارس الحكومية، فقد تعرضت 97 مدرسة لقصف مباشر، و90 مدرسة دُمرت، و43 تدمرت بشكل متوسط، في حين يُقدر أنَّ 16 مدرسة حكومية تعرّضت لتدمير محتمل. وفي الإطار نفسه، فإنَّ نسبة 45 بالمئة من المدارس التي استُخدِمَت كمأوى للنازحين تعرّضت للقصف المباشر والتدمير. 

لا شك أنَّ رصد الصعوبات التي يواجهها قطاع التعليم إجمالاً في فلسطين هام جداً، لكنه يكاد أن يكون أكثر أهمية رصد تأثير حرب الإبادة الجماعية في الطلبة عموماً، وفي قابليتهم للتعليم بعد انتهاء الحرب، لما للتعليم من أهمية في تمكين الأفراد عموماً وخلق الوعي لديهم للاستمرار في مقاومة الاحتلال. 
 

آداب وفنون

التحديثات الحية

عدوان غزّة: زوايا النظر في "سقوط أوروبا"