"مهرجان مسرح الشارع": أسئلة الفضاء العمومي
في عام 2016، انطلقت أولى دورات "مهرجان ألوان الدولي لمسرح الشارع"، في مدينة ابن جرير (220 كلم جنوب الرباط)، بهدف البحث عن فضاءات جديدة للعرض المسرحي يعيش فيها الفنان تجربة مختلفة في كل عرض، باختلاف مكانه وزمانه وطبيعة جمهوره.
التظاهرة التي وقعت في العديد من الإرباكات والأخطاء التنظيمية في دورتها الأخيرة التي عُقدت عام 2019، لم يتمكّن منظّموها من إقامتها خلال العامين السابقين بسبب تفشي فيروس "كوفيد – 19" الذي حال دون إقامة فعاليات تعتمد على حضور جماهيري مكثّف، كما تمّ تأجيل الدورة الحالية التي كان من المفترض انعقادها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضية.
تُفتتح الدورة الخامسة من المهرجان الذي تنظّمه "جمعية ألوان للسينما والمسرح"، مساء الأربعاء المقبل وتتواصل فعالياتها حتى الثلاثين من الشهر الجاري، تحت شعار "مسرح الشارع فضاء لربط جسور التواصل"، وتقام عروضه في ثلاث ساحات في المدينة.
يعكس الشعار محاولة الجمعية تقديم عروض تنخرط جدّياً في قضايا المجتمع وهمومه، حيث يغلب على معظم المسرحيات التي تقدّم في تظاهرات مماثلة تحتضنها مدن مغربية عدّة تختصّ بمسرح الشارع، الطابع الاحتفالي الفولكلوري، والتركيز على الشكل أو القالب على حساب المضامين المقدّمة.
حال هذه المهرجانات قد يندرج ضمن السعي لتأطير فنّ الشارع الذي ارتبط بالاحتجاجات الشعبية التي شهدتها عدد من البلدان العربية في العقد الأخير، ومنها المغرب الذي شهد بروز العديد من فناني وفرق مسرح الشارع بالتزامن مع حركة 20 فبراير/ شباط 2011 التي رفعت مطالب إصلاحية سياسية واقتصادية، وانتظمت عروضها قبل أن تصطدم بإعاقات رسمية في كثير من الأحيان لاستخدام الشارع كفضاء عام للإبداع، وأعقبتها بعد ذلك جائحة كوورنا التي حدّت من نشاطه أيضاً.
"أسئلة الفضاء العمومي وأصداء مسرح الشارع"، عنوان الندوة الفكرية التي يشارك فيها باحثون ومسرحيون من المغرب بالإضافة إلى إيطاليا ومصر وتونس وعُمان، كما تقام لقاءات مع عدد من الفنانين وورشات تدريبية لطلاب المسرح في ابن جرير، ومعرض يضمّ مشغولات تقليدية تعكس تراث الجنوب المغربي.
