"مكتبة الإسكندرية": تذكيرٌ بالتراث العِلمي العثماني

"مكتبة الإسكندرية": تذكيرٌ بالتراث العِلمي العثماني

13 ديسمبر 2022
علماء عثمانيون في برج غَلَطة، كما تصوّرهم منمنمة تعود إلى القرن 16 (Getty)
+ الخط -

إذا كان التاريخ السياسي والعسكري للدولة العثمانية يعرف اهتماماً واسعاً في حقل النشر، عربياً وغربياً، فإن الاهتمام يخفّ بشكل ملحوظ إذا ما جئنا إلى الحديث عن دور المعارف في السلطنة، وعن الإنتاج الثقافي والعِلمي الذي شهدته خلال فترة وجودها (بين القرن الرابع عشر وعام 1922).

من بين الأعمال القليلة التي سعت إلى سدّ هذه الثغرة، كتابُ "التراث العِلمي العثماني"، الذي ألّفه الكاتب التركي، والأمين العام لـ"منظّمة التعاون الإسلامي" سابقاً، أكمل الدين إحسان أوغلو، والذي صدر العام الماضي عن "مؤسّسة الفرقان" بترجمة ماجدة مخلوف.

بدءاً من منتصف ظهيرة غد الأربعاء، ينظّم "مركز دراسات الحضارة الإسلامية" في "مكتبة الإسكندرية"، بالتعاون مع "مؤسّسة الفرقان"، ندوةً تسلّط الضوء على الكتاب، ويشارك فيها، إلى جانب مؤلّفه ومترجمته، عددٌ من الأكاديميين المصريين، مثل أيمن فؤاد سيد رئيس "الجمعية المصرية التاريخية"، والأستاذ في كلّية الآداب بـ"جامعة القاهرة" محمد عفيفي، والأستاذ في كلّية الآداب بـ"جامعة الإسكندرية" سيد محمد محمود، إلى جانب المدير التنفيذي لـ"مؤسّسة الفرقان" صالح شهسواري.

يتألّف الكتاب من مجلّدين يقعان في أكثر من ألفي صفحة، حيث يركّز المجلّد الأول على مفهوم العِلم العثماني، وتمظهره في دراسة التراث والعلوم، ويعرّج على العلاقات التي بَنتها مؤسّسات الدولة العثمانية مع مراكز العِلم في الشام ومصر وآسيا الوسطى وإيران والأندلس، وعلى حركة الترجمة، ودعم العُلماء من قِبَل بلاط الحُكم.

الصورة
التراث العلمي العثماني - القسم الثقافي

ويفصّل هذا القسم الأوّل في منجزات الترجمات العثمانية في كلّ حقبةٍ من حقبها، ثم ينتقل إلى تحوّل اللغة العثمانية، والتركية، إلى لغة للعِلم، مع وصفٍ لأبرز المدارس والتيّارات العِلمية التي نمت في كنف الدولة، مثل العلوم العقلية، ودور الهندسة، ومدارس الطبّ، ودراسة التقنيات العسكرية والبحرية، وصولاً إلى إضافة العثمانيين في علوم الجغرافيا والموسيقى والكيمياء والجيولوجيا والزراعة وغيرها.

أمّا المجلّد الثاني، فيأتي في صيغةٍ تشبه معاجم الأعلام، حيث يُخَصَّص كاملاً لسيَر ومنجزات العشرات من العلماء العثمانيين، في ما يشبه تمثيلاً وبرهنةً مفصّلة على المقولات النظرية التي جاء بها القسم الأوّل. ويغطّي هذا القسم تجارب وأسماء تمتدّ من جمال الدين الآقسرائي، الذي عاش في القرن الرابع عشر للميلاد، إلى موسى بن هامون والحاج أحمد التونسي، اللذين عاشا في القرن السادس عشر، وبينهما نتعرّف على اشتغالات لُعلماء مثل العطوفي المرزيفوني، ومحمد بن أبي فتح الصوفي، ومحيي الدين آتمجه، وعلي القوشجي، وغيرهم.

المساهمون