مقدّمة الذوبان؟

مقدّمة الذوبان؟

07 أكتوبر 2020
عمل لـ منى نحلة
+ الخط -

أوّل أمس، أقيل وزير الثقافة التونسي وليد الزيدي ولم يمرّ على تعيينه إلّا أيام. كان السبب المباشر لهذا القرار تصريح الزيدي بأنه يرفض القرار الحكومي بمنع إقامة التظاهرات الثقافية مع الموجة الثانية من انتشار كورونا. 

مساء اليوم نفسه، قرّر رئيس الحكومة هشام المشيشي تكليف وزير السياحة بتسيير وزارة الثقافة بالنيابة، وهو ما أثار استياءً في الوسط الثقافي، خصوصاً ضمن هذا الربط (السهل والمتسرّع) بين الثقافة والسياحة، ما يوحي بتهميش الحكومة للمثقّفين والمبدعين.

لو نظرنا ملياً في الأمر، لوجدنا أن القطاعَين متكاملان، ولعلّ من مِحن العقل السياسي التونسي - منذ الاستقلال - أنه لم يعرف كيف يؤلّف بينهما، فالسياحة التي جرى الاستثمار فيها (بشكل مبالغ فيه أحياناً) منذ عقود يمكن لها أن تُحوّل الرأسمال الرمزي الذي تنتجه الثقافة إلى رأسمال اقتصادي فاعل في رهان كبير مثل التنمية. غير أنَّ القرار الحكومي لا يأتي ضمن هذه الرؤية بتكامل الثقافة مع السياحة، بل لا يعدو الأمر أكثر من عمل إجرائي ينقل ملفّات كانت في عهدة وزير إلى آخر.

يتخوّف البعض من ذوبان تدريجيّ لوزارة الثقافة في وزارة السياحة، ولا يتفطّن هؤلاء أنّ هناك تذويباً قد حدث بالفعل للثقافة في السياحة - ضمن سياق عالمي في الحقيقة - وعلى المثقّفين أن يعرفوا كيف يجعلون حقلهم الاجتماعي، والمصطلح لبورديو، مرئياً وفاعلاً، وقبل كل شيء قاطرة لقطاعات أخرى، وليس العربة الأخيرة في القطار.

المساهمون