معتز الخطيب.. قراءة في تراث الأوبئة

معتز الخطيب.. قراءة في تراث الأوبئة

06 ابريل 2021
(رسم توضيحي لأبي القاسم الزهراوي في مستقى قرطبة، مكتبة صور العلوم)
+ الخط -

يقدم أستاذ المنهجية والأخلاق في "جامعة حمد بن خليفة" معتز الخطيب محاضرته افتراضية بعنوان "الوباء وجدل العدوى والاحتراز في التراث العربي: قراءة متعددة التخصصات"، تنظّمها "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة عند السادسة من مساء اليوم الثلاثاء.

المحاضرة تأتي استكمالات لفعالية سابقة حول مجموعة من نصوص التراث العربي المتصلة بالوباء من زوايا نظر مختلفة، والتي سبق للمكتبة تناول زوايا أخرى منها في فعاليات سابقة، من خلال تقديم قراءة تحليلية للمخطوطات الكلاسيكية حول الطاعون، ويحاجج فيها المحاضر لإثبات أن هذه الأدبيات يمكن أن تُدرج اليوم ضمن ما نسميه الموضوعات المتعددة التخصصات، وأن هذه المنهجية كانت سائدة في الكتابات الكلاسيكية، وتمثّل أدبيات الطاعون نموذجًا واضحًا عليها حيث يجتمع فيها الطبي التجريبي، والحديثي النقلي، والكلامي، والفقهي، والأخلاقي.

يناقش المحاضر مسألتين هما: تفسير الوباء في المصادر التراثية والسلوكيات المتبعة في مواجهته

يستعرض المحاضر أعمالاً خطيَّة مُحدَّدة يلاحظ أن السود الأعظم منها لفقهاء ومحدثين وليست لأطباء، ليستخلص منها القضايا المركزية التي يناقشها، وهي تدور في الجملة حول مسألتين مركزيتين، بحسب بيان المنظّمين، أولها يتعلّق بالجانب النظري المتعلق بالنظرة إلى الوباء نفسه، ويعني تفسيره وتحديد أسباب وقوعه إن كانت مادية أو غيبية، أو كلاهما، حيث شهدت هذه التفسيرات تطوراً ملحوظاً لتتوافق مع التصورات الكلامية، وخاصة المدرسة الأشعرية، كما نجد في النقاشات المطولة التي دارت حول مسألة العدوى إثباتاً ونفياً.

وثانيها يتصل بالأفعال والممارسة، وكيفية تصرف الإنسان عند وقوع الطاعون، سواء أكانت تصرفات دينية شعائرية (كالصلاة على النبي، والدعاء والأذكار، والرقية، وقراءة صحيح البخاري، وغير ذلك مما تذكره بالفعل بعض كتب الطاعون) أم تصرفات مصلحية دنيوية (كالأخذ بأسباب الاحتراز، وتطبيب المرضى، والحرص على المصالح العامة)، أو الجمع بين الأسباب المادية والروحية معًا كما نجد في عدد من كتب الطاعون، وما التعليلات التي تُستخدم لتصنيف فعل ما على أنه التصرف الأمثل.

ويرى الخطيب، في مقال سابق منشور له حول الموضوع ذاته، أن "كلا الأمرين السابقين له تعلق بمسألة مصادر المعرفة هنا، وتتمحور حول ثنائية النص والتجربة، فقد اعتمد الفقهاء والمحدثون على أحاديث الطاعون مصدرًا رئيسًا ومهيمنًا للتأليف في الطاعون لبناء الجانبين السابقين: النظري والعملي".

يدير المحاضرة ويُمهد لها بمقدمة في الموضوع، محمود زكي، أخصائي المخطوطات بالمكتبة، ويعتني في تقديمه خاصةً ضمن عددٍ من النصوص، بمخطوطتين تقتنيهما المكتبة التراثية، وهما: "بذل الماعون" لابن حجر العسقلاني، و"مـَجِنَّة الطاعون والوَباء" لإلياس الإسباني، التي ألَّفها للسلطان العثماني بيزيد الثاني.

المساهمون