محمد الخبو: نقد خارج القوالب الثابتة

محمد الخبو: نقد خارج القوالب الثابتة

22 يونيو 2021
محمد الخبو (من الندوة)
+ الخط -

يخصّص "المعرض الوطني للكتاب التونسي" ــ الذي انطلق يوم الجمعة الماضي ــ سلسلةً من الندوات التكريمية التي تحتفي بشخصيات ثقافية تونسية من ميادين متعدّدة، ومن هؤلاء الباحث محمد الخبو الذي أقيمت ندوة لتكريمه منذ يومين.

أدار الندوة الناقد محمد القاضي، وقال في مفتتحها: "تكريم محمد الخبو ليس تكريماً لشخصٍ بقدر ما هو تكريمٌ لجيلٍ ولقيَم على غرار قيَم العمل والتواضع ودماثة الأخلاق".

وقدّم الباحث أحمد السماوي ورقةً بعنوان "تسديداً لبعض الدين" اعتمدت على تقنيات البلاغة القديمة، وكانت أقرب إلى شهادة حول مسيرة الخبو، وممّا جاء فيها: "ما يلفت الانتباه في كتب الخبو فتحُه فيها مسالك في البحث جديدة. ولهذه المسالك صلة بما يقرأ وطيدة. فكلّما رأى مبحثاً جديداً في السرديات وقف عليه جامعاً بين النظري يُبّسطه والتطبيقي يجريه. وهو في كلّ ذلك حريصٌ على أن يجمع بين جديد العِلم يترصّده، ودقيق المعلومة يبثُّها، ومهارة التطبيق يُتحف بها".

وحملت ورقة الباحث عمر حفيّظ عنوان "رهان المشروع النقدي"، وممّا جاء فيها: "إن الخيط الناظم بين كلّ مؤلّفات ودراسات محمد الخبو هو سعيها الدائم إلى الاستناد إلى جهاز نظري لا ليختبر في ضوئه النص، وإنما ليكون مدخلاً إلى محاورة النص. لتكون هذه المحاورة بدورها استدراكاً لطرح أسئلة تتعلّق بذلك الجهاز النظري ومناسبةً للخروج به من ضِيقٍ قد يُدخل ضيماً على النصّ إلى حيز أرحب هو حيز مُساءلة  المفاهيم". 

يضيف حفيّظ: "انتقل الخبو في بحوثة وقراءته من السرديات الكلاسيكية إلى ما يُعرف الآن بالسرديات ما بعد الكلاسيكية، التي قامت على مراجعات متعددة للمقاربة البنيوية إلى حد الحديث عن سردياتٍ عرفانية".

وبعيداً عن الأفق الأكاديمي، قدّم محمد نجيب العمامي شهادة عن محمد الخبو الناشط المدني، وقال ضمنها: "محمد الخبو ليس الباحث ولا الأستاذ فحسب، وإنما هو أيضاً مواطنٌ وإنسان نشط في نوادي السينما وفي المجتمع المدني والنشاط النقابي، ولذلك كلّه، ولغيره، كان محبوباً حيثما حلّ". 

وكانت ورقة عبد المجيد بن البحري بعنوان "جدلية النظرية والمنهج والنص في تجربة محمد الخبو النقدية"، وممّا وردَ فيها: "يدعو الخبو إلى ضرورة تنسيب المنهج حسب ما يختصّ به الأثر المدروس، وعدم تحويل النظريات والمناهج إلى أنساق دوغمائية منغلقة أو قوالب ثابتة متحجّرة تُطبَّق على النصوص دون مراعاة خاصّتها أو الانشغال بمجالي فرادتها وتميُّزها".

في نهاية الندوة، تحدّث الخبو فقال: "عندما أُكَرَّم، لا أشعر أن التكريم لشخصي كذاتٍ فردية، إنما أُدرك أنه يشمل الكثير من الفئات التي كان لها كبيرُ الفضل وخالصه عليّ. شخصيْ عُصارةُ حياة صنعتُ بعضاً منها، وصنعَ الآخرون لُبَّها".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون