مجزرتا خان يونس ورفح.. منذ سبعة وستين عاماً

مجزرتا خان يونس ورفح.. منذ سبعة وستين عاماً

12 نوفمبر 2023
لافتة تحمل أسماء شهداء مجزرة خان يونس عام 1956 (Getty)
+ الخط -

مع شنّ "إسرائيل" عدوانها على مصر عام 1956 بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا، احتلّت غزة حوالي أربعة أشهر تقريباً، بين 29 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه و14 آذار/ مارس 1957، قبل أن تضطرّ للانسحاب بعد تعرُّض قوّاتها لهجمات المقاومة الفلسطينية والمصرية، إلى جانب ضغوط دولية مورست عليها آنذاك.

ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازره بحقّ الغزيّين منذ دخوله القطاع في تلك السنة، حيث قام بمجزرة قرية كفر قاسم في منطقة المثلّث أودت بحياة 49 فلسطينياً كان بينهم عدد من النساء والأطفال، ولم تمض سوى ستّة أيام حتى دخل جنوده مخيم خان يونس للاجئين، في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، بهدف القضاء على المقاومين.

معظم الشهداء كانوا مدنيّين، حيث أعدم الجنود الصهاينة أيّ فلسطيني اشتبهوا في قدرته على حمله السلاح، حيث جمّعت قوات الاحتلال المدنيّين في الساحات العامة للمخيم وأطلقت عليهم وابلاً من الرصاص، فبلغ عدد الشهداء أكثر من مئتين وخمسة وسبعين فلسطينياً.

معظم الشهداء كانوا مدنيّين، حيث أعدم الجنود الصهاينة أي فلسطيني اشتبهوا في قدرته على حمله السلاح

وعقب تسعة أيام من المجزرة الأولى، عاد جيش الاحتلال ليدخل المخيّم نفسه، في الثاني عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 1956؛ أي في مثل هذا اليوم قبل سبعة وستّين عاماً بالتمام والكمال، ولينفّذ مجزرة أُخرى ذهب ضحيّتها مئتان وخمس وسبعون فلسطينياً جميعم من المدنيين، كما استشهد أكثر من مئة فلسطيني آخر من مخيم رفح للاجئين في اليوم ذاته.

وبسبب حظر التجوّل المفروض على مواطني غزة من قبل السلطات الإسرائيلية، بقيت جثث الشهداء في العراء وتحت الأنقاض لفترة طويلة، قبل أن يُسمح للفلسطينيّين باستلامها، وفقاً لتقرير "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى" (الأونروا) ، حيث أشارت في تقرير قدّمته بالخامس عشر من كانون الثاني/ ديسمبر 1956 إلى المجزرة الأولى، لكنها لم تصدر تقريراً حول المجزرة الثانية.

وبعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة وسيناء، في آذار/ مارس 1957 وعودة القطاع لحكم الإدارة المصرية، اكتُشفت مقبرة جماعية في محيط خان يونس، اشتملت على جثث أربعين رجلاً فلسطينياً أصيبوا برصاصة في الجزء الخلفي من الرأس.

بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة وسيناء عام 1957، اكتُشفت مقبرة جماعية في محيط خان يونس

تعود تاريخ المجازر التي ارتكبها الاحتلال إلى فترة أقدم، منذ بدأ اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة ينتظمون في مجموعات فدائية صغيرة عام 1953، ويقومون بعمليات تسلُّل إلى أراضيهم على طول الحدود، فكان الجيش الإسرائيلي يردّ عليهم بعمليات انتقامية وحشية، ففي 28 آب/ أغسطس 1953، هاجمت وحدة إسرائيلية بقيادة أريئيل شارون مخيّم البريج للاجئين في قطاع غزة وقتلت 50 فلسطينياً على الأقل. 

وفي 28 شباط/ فبراير 1955، وبذريعة مقتل أحد الإسرائيليين في مستوطنة "رحوفوت- ديران" جراء نشاط المقاومة الفلسطينية، قامت وحدة مظلات تابعة للجيش الإسرائيلي بمهاجمة معسكر عسكري مصري قرب محطة سكة الحديد في مدينة غزة، أسفر عن مقتل سبعة عشر جندياً، ثم نصبت كميناً لقوة مصرية هرعت لنجدة جنود المعسكر، ما أسفر عن مقتل عدد آخر من الجنود المصريين، ليبلغ عدد شهداء الجيش المصري 38 شهيداً ونحو 33 جريحاً.

المساهمون