كفارسٍ ضاع في غابة السديم

كفارسٍ ضاع في غابة السديم

16 مايو 2021
عبد الرحمن السليمان/ السعودية
+ الخط -

سبع نجوم على جلد الليل. سبع سنابل في حقل الروح. سبع سنين من جفاف العمر. سبعة قبور تطير جافية. سبع ستائر يختفي خلفها واحدٌ من أسرار البحر.

على الصليب
الوردة والأفعى
على ذلك العمود الروميّ
الذي صُلب عليه
ملكٌ من ملوك الغجر.

السماء حجارةٌ
من كيف ومتى.

والملاك قد يكون حمامة
أو يكون رسالة الحُسن.

الرحم تضمّ الكون
في كلّ ولادة
يتجدّد الكون.

من درجات السماء
ينزل البيان والطائر
تنزل منها
النحل والشفقة.

متى سأصل
إلى نقطة الأزل
لأكون فيها الجنين الزهرة
أو حلماً
من أحلام جورية الحب.

دخلت مدن الرؤيا
كانت ضبابية ووحيدة
مدن لا يوجد فيها
سوى السلام
كحديقة مُدَمَّرة.

لمّا تصل هذه الرسائل
إلى منزلٍ أو شاطئ
لمّا أجد ليلاً نائماً
كالسرِّ في أعين الأزهار.

تلك الغمزة التي أتت حارقة
من المرآة
تلك هي الطريق
إلى الروح.

كثيراً ما تبدأ العبارة
بالصَّلب والأرجوان
كثيراً ما تجد السفينة
طافيةً والنوارسَ
قصصاً من الوحي.

سترى الأرضَ
فهرسَ الولادة
النبات
الجماد
الإنسان

قد يكون القمر
صحوة الغمز والرمز
قرب الثمرة.

المرآة مقدّمةٌ
للأحلام واليقظة
في البحر
الينابيع، الروح.

تطلق المرآة مناديل
في فضاءٍ من الغجر
السائرين
نحو حياة الفواكه
والجواهر.

للمرآة تاج مرصع
بالسماء
والسنين
والسلام.

في المطر كانت امرأة
تحمل مرآتها
ضاحكة تسير
في زقاق وحيد.

تطلعُ خضراءَ
رؤوسُ شياطينَ صغارٍ
في أرض المرآة.

في المرآة
تحترق العنقاء
في المرآة
غاباتٌ من التنانين
الزرقاء والمائية.

في المرآة متاهاتٌ
تجد فيها الفراشات
نفسها
ويضيع فيها الجرح
كفارسٍ ضاع
في غابة السديم.

خصرُكِ فاكهةٌ
قالت مرآة
للمرآة الأخرى.

تغيب الآلهة
وتظهر في آن 
في عتمة المرآة.

كنتُ في المرآة
أتكوّن
كالنبات، كالإنسان
أتكون كالحجر الثمين
في طريق الرَّكب.

أُحدّق في المرآة
إلى نفسي
طويلاً عميقاً
إلى أن أغيب
إلى أن أصبح مرآة.

خرج شخصٌ من المرآة
وادّعى بأنَّه توأمي الضائع
في الغابات الأزلية.

أصعد الدرج الخشبي
درجةً درجتين
محاولاً قطفَ غيمة.

الغيوم مثلجاتٌ
سآخذها في مرحٍ قصير
في البساتين
أو في شوارع المدينة.

العالم أبيض
أحاول أن أزرع الغيمَ
في أرض الأيائل.

يداً بيدٍ
ترقص طفلتان صغيرتان
الموسيقى والأرض.

تسبح الموسيقى
تحت المطر
على ساحلٍ
من الزمرد والياقوت.

سأُبعث قطعة موسيقى
صادرة عن حفيف الشجر
أو حفيف الأفاعي.

للحبِّ عبقرية الموسيقى
في يوم أخضر
حيث المطر يلاقي الخضرة
في اللامتناهي.

قد تكون نهاية الموسيقى
قطرة ماء بعد المطر
قد تكون شارعاً مشجراً
في المطر
حيث يرى رجلٌ
عملةً معدنيةً
أو امرأةً ضائعة.

الموسيقى أصلاً
امرأةٌ ضائعة
في سديم اللاوعي
في غابات الوَجل المتورد.

في صحراء الساعة
لم ينل شيئاً
هذا المسافرُ
غيرَ الجحيم.

تمطر فجراً
الظلمة
تتقاطر من الشجرة.

قد تكون الأنجمُ
ياقوتاً ولآلئ
قد يكون الشجر
أعمدةً لا تُرى.

في صمت الفجر
تنقّط شجرة الجيران.

تأتي الأفعى
ذات التاج الذهبي
وتجلس
على كرسيها في الماء.

من بحيرةٍ
في آخر الخارطة
تهاجر الطيور.

هل تعرف الفراشاتُ
والطيورُ
من أضاع طريقه
من وجد أهله
من ضاع في نفسه.

على المهد
حجرٌ كريم
يحرس الحلم
وبيني وبين الساعة
فاصلةٌ قصيرة
كالنوم.

في اللحظة هذه
تُخلق جنةٌ
من العسل والظلمة
جنةٌ من نهرين
وشجرتين.

سأجري
في شريان الطبيعة كالماء
سأبقى أتحوّل
من صورة إلى صورة
في مخيلة العالم الموجود
وسأبقى
مدفوناً في اللاوعي.

ما اللاوعي؟
جنينٌ يسكن هناك
في أعمق منطقة.

دخل الحديقة
لكي يشاهد مرّة أخرى
ولادة الغروب
والبرتقال.


* شاعر من الأهواز

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون