عز الدين نجيب.. ضوء وظلال في الواحات المصرية

عز الدين نجيب.. ضوء وظلال في الواحات المصرية

24 مارس 2022
من المعرض
+ الخط -

شكّلت الواحة موضوعاً أساسياً لدى الفنان التشكيلي المصري عز الدين نجيب (1940)؛ حيث استقّرت مفردات أساسية في أعماله مثل السراب والعاصفة الرملية وأشجار النخيل والنباتات البرية ضمن أسلوب يمزج بين التجريد والتشخيص في تناول المكان.

تنقّل نجيب بين عدد من الواحات في مصر منها سيوة والداخلة والخارجة ليرسم الطبيعة في معالجات بصرية مختلفة، فيدمج زخارف مستمدة من حروف لغة الطوارق المندثرة، أو يستخدم الملامس البارزة من عجائن سميكة فوق سطح اللوحة ليعكس شكلاً من التوتر في توزيع الظل والنور.

حتى الأول من الشهر المقبل، يتواصل معرض نجيب تحت عنوان "ستون عاماً من الفن بين المقاومة والبعث"، والذي افتتح في "غاليري ضي/ إتيليه العرب للثقافة والفنون" بالقاهرة في الثاني عشر من الشهر الجاري، ويمثل مراحل مختلفة من تجربته التي تعود إلى منتصف ستينيات القرن الماضي.

الصورة
من المعرض

يضمّ المعرض حوالي مئتي عمل منها اللوحات الزيتية ومصغرات بالألوان المائية والباستيل والغواش، إلى جانب اسكتشات بالأحبار بعضها لم يُعرض من قبل، وتشكّل في مجملها توثيقاً بصرياً واقعياً للعديد من الأحداث السياسية في التاريخ المصري مثل بناء السد العالي وحرب أكتوبر، وتسجيلاً للتراث والعادات والتقاليد في النوبة والواحات المصرية.

في إحدى اللوحات المعروضة بعنوان "مجلس بين الأطلال"، يصوّر نجيب ثلاثة رجال يجلسون بالقرب من أحد البيوت المهجورة وهم يرتدون زياً تقليدياً بثوب أبيض وغطاء للرأس، بينما تتناثر الرمال على أرض المكان، مع اهتمام واضح بتوزيع الظلال بين الأجساد والبناء. 

ويجلس رجل آخر عند باب بيته في واحة سيوة، والمبني من الطين والرمل والملح المجفف كما يظهر تفاصيل عمارته من حيث الأبواب والنوافذ بأشكالها الأسطوانية والدائرية، وتظهر في لوحة ثانية لعبة مكسورة تتكون من طائر من خشب فوق عربة بثلاث عجلات.

وعلى هامش المعرض، يوقّع الفنان كتابه الجديد "الفنان المصري وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية" الذي يتضمن تحليلاً لأعمال مئة وعشر فنانين مصريين على امتداد قرن مضى، مصحوباً بعدة دراسات نظرية عن تشابكات الفن ثقافياً واجتماعياً وقومياً وجمالياً.

يُذكر أن عز الدين نجيب ولد في محافظة الشرقية ونال درجة البكالوريوس في التصوير، ودبلوم الدراسات العليا من كلية الفنون الجميلة في القاهرة، وساهم في تأسيس عدد من قصور الثقافة في المدن المصرية وأشرف على مراسمها، وأقام عدّة معارض جماعية وفردية في الصين والهند وروسيا وبلغاريا واليونان وتونس والكويت والعراق.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون