صوت جديد: مع صفاء سالم اسكندر

صوت جديد: مع صفاء سالم اسكندر

17 مارس 2022
صفاء سالم اسكندر (تصوير: حيدر صباح)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "نلاحظُ غياباً واضحاً ومخيفاً لترجمة كتب الفن، أو ما كُتب عن الفنّ بنظرة جماليّة من قِبَل الشّعراء والفلاسفة"، يقول الكاتب والتشكيلي العراقي.



■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟ 

- أوْ: كيفَ أفهمُ الكتابة عموماً؟ إذ الجديدةُ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجيِّدة؛ وفي كِلا الحالين، المعنى يؤدي إلى غرضٍ واحدٍ، أوْ متقارِب: كتابة جديدة تشبهُ الموسيقى ولا تخلو أبداً من جانبٍ روحيّ. الكتابةُ حديثٌ مع الغُرباء وهذا الحديثُ يأخذُ شروطه. وفي عصرٍ يتقدَّم بسرعةٍ حديثةٍ ("ينبغي أن نكون حديثين قطعاً"، على حدّ تعبير رامبو). ومهما كانت الأسباب والتعلُّل بالعبث، ينبغي ألّا تخلو الكتابة من الصّدق. قد لا يلائمُ ذلكَ المخيّلة، هذهِ الجهةُ تشبهُ الإيمانَ المُطلقَ بالآلهة.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- الأجيال، اصطلاحاً، وما هو مأخوذٌ عنها، توقّفت في العراق على جيلِ ما بعد العام 2003، على الرّغم مِن أنَّ هذا الجيل لا يملكُ ملامحَ ثقافيّة خاصّة به؛ تداخلتْ ملامحُه مع البقيّة ولم يجدْ ذلكَ الصّدى الّذي أخذته بقيّة الأجيال بما لها وعليها، فلمْ يَعُد هذا المفهوم موجوداً، ومَن تَلاهُم لا يفكِّر بشكلٍ حرٍّ وفرديٍّ غير محكوم ببيان وقواعدِ الجماعة. نقطةُ التحوُّل هذه لها ظروفها الّتي خلقتْها، وبالتالي، أنا لا أجدُ نفسي منتمياً إلى جيلٍ أدبيّ، وحتّى الّذين حاولوا تحقيب كلّ فترة وتعريفها - وأقصدُ هذه التي تلت العام 2003 - وتسميتها بجيل "ما بعد بعد التغيير"، لم يوفّقوا أيضاً.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟ 

- جيّدة. هي تجارب لا بدّ من الاطّلاع على ملامِحِها، وهنا، هذه المرافقة هي جزءٌ من التعرُّف على الكتابة الجديدة. 


■ كيف تصفُ علاقتكَ مع البيئة الثقافيّة في بلدك؟

- لا بأس بها. 


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟ 

- أنْ يصدُرَ لي كتابٌ، ذلكَ حلمٌ رافقني عندما قرأتُ لجبران خليل جبران. والإصدار الأوّل لي جاء بتحريض من الكاتب الراحل خضير ميري (1962 ــ 2015)، المعروف بـ"فيلسوف الجنون"، حتّى أنّه قدّم كتابي "الكلب الملاك". كان عمري 23 عاماً يومها، لكنّي بعدَ ذلك لم أحبّ تجربتي هذه.


■ أين تنشر؟

- في الصُّحف والدوريّات والمواقع العربيّة، وبعض العراقية. 


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟ 

- لستُ من النّوع الّذي يقرأ كتاباً واحداً ويظلُّ يقرأ حتّى ينتهي منه. بطبيعتي أميلُ إلى غير ذلك، أقرأ أكثر من كِتاب، بعضهم يعتبره أمراً غير صحّي؛ أستمرّ في حالة واحدة عندما يأخذني كتابٌ بشكلٍ رهيب. والقراءة وظيفة أكثر ممّا هي موهبة، ذلك الاعتبار هو تقليل من أهمّية القارئ، فهو لا يقلُّ قيمةً عن أيّ كاتب أو مبدع؛ أقصدُ هولاء القرّاء الّذين يتركونَ هوامشَ مهمّة جداً. 


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- أقرأ فقط بالعربيّة.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجماً؟ 

- بالتأكيد، فأهميّة ذلكَ ستعودُ لي. على الرّغم من كثرة الكتب المترجمة في الآونة الأخيرة، لكنّها لم تكن (بنسبة عالية) أكثر من ترجمة الروايات، وكأنّ عالم الأدب يقتصر على هذه الرواية فقط. ونلاحظُ غياباً واضحاً ومخيفاً لترجمة كتب الفن، أو ما كُتب عن الفنّ بنظرة جماليّة من قِبَل الشّعراء والفلاسفة. تعلّل دور النشر ذلك بأن القرّاء يريدون ذلك، وهذا الأمر ليس بغريب، فهي دور تجاريّة أكثر ممّا هي دور نشر ثقافيّة أو مثقّفة.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟ 

- أشتغل على مسوّدة سرديّة بعنوان "غرفة القارئ"، أظنُّها ستكون كتابي القادم.



بطاقة

شاعر وفنّان تشكيلي عراقي، من مواليد بغداد عام 1990. حاصل على إجازة في علوم الكيمياء من "الجامعة المستنصرية". صدر لهُ: "تنغيمُ سيرةِ الوردة"، و"أغنياتٌ لليومِ التّالي"، و"طفولة چان". يعمل على نوع من الكاليغرافيا، حيث يمزج الخطّ بالتّشكيل في لوحات بأحجام مختلفة. متفرّغ للكتابة والعمل الفنّي.

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون