سامية حلبي: أصوات فلسطين في مواجهة المنع مجدَّداً

سامية حلبي: أصوات فلسطين في مواجهة المنع مجدَّداً

12 يناير 2024
سامية حلبي خلال افتتاح متحف الفنّ الفلسطيني في مدينة وودبريدج الأميركية، 2018 (Getty)
+ الخط -

"أكتب إليكِ لإبلاغك رسميّاً أنّ 'متحف إسكنازي للفنون' لن يستضيف المعرض المقرَّر لأعمالك". بهذه الجملة المُقتضبة، أبلَغ ديفيد برينمان؛ مديرُ المتحف التابع لـ"جامعة إنديانا"، الفنّانة والباحثة الفلسطينية البارزة سامية حلبي (مواليد القدس عام 1936) إلغاء أوّل معرض استعادي لأعمالها في الولايات المتّحدة، كان مقرَّراً افتتاحه في العاشر من شباط/ فبراير المُقبل.

استغرق الإعداد للمعرض قرابة ثلاث سنوات، بالشراكة مع "متحف الفن إيلي وإيديثي" في "جامعة ولاية ميشيغان"؛ حيث وقّعت "جامعة إنديانا" اتّفاقيات مع مؤسَّسات مانحة ومتاحف قدّمت لها أعمالاً للفنّانة الفلسطينية التي كانت تستعدُّ، أيضاً، لعرض عمل رقمي جديد في المعرض، ولوحة بعنوان "الانتفاضة العالمية"، أنجزتها عام 1989، ولم تُعرَض من قبل.

لم تتلقّ حلبي، التي تُقيم في الولايات المتّحدة الأميركية منذ عام 1951، أيّة تفسيرات للقرار في الرسالة التي وصلت إليها بتاريخ العشرين من كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي. غير أنّ برينمان كان قد زعم، في اتصال معها قبل أيّام من ذلك، أنّ موظّفين في المتحف "عبّروا عن قلقهم" إزاء منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي حول العدوان الإسرائيلي على غزّة، وفق تصريحات صحافية للفنّانة.

وأوّل من أمس، برَّر متحدّث باسم الجامعة، في حديث لوسائل إعلام أميركية، الخطوة بوجود "مخاوف بشأن ضمان سلامة المعرض خلال مدّة إقامته"، بينما قال "متحف الفن إيلي وإيديثي" إنّه لا يزال يُخطّط لإقامة المعرض خلال العام الجاري.

ومنذ بدء العدوان قبل ثلاثة أشهر، لم تتردَّد الفنّانة الفلسطينية، التي كانت أوّل امرأة تُصبح أستاذةً مشاركة في "كلّية ييل للفن" وكان ذلك عام 1972، في التعبير عن تضامنها المطلَق مع أبناء شعبها، والتنديد بشكل صريح بالقصف الإسرائيلي المستمرّ على غزّة، الذي وصفته بأنّه إبادةٌ جماعية، والدعوة إلى إيقاف العدوان وإنقاذ أطفال غزّة. وهكذا، فإنّ إلغاء المعرض يشكّل مثالاً جديداً عن التضيق على الأصوات الثقافية والفنّية الفلسطينية في أكثر من بلدٍ غربيّ، في محاوَلةٍ لحجبها.

وتأتي الخطوة ضمن سياق أوسع من الانتهاكات التي طاولت حرّية التعبير والإبداع في الولايات المتّحدة الأميركية، والتجاوزات التي استهدفت محرّرين وكتّاباً وفنّانين وأكاديميّين، لمجرَّد تعبيرهم عن مساندَة فلسطين وانتقاد جرائم "إسرائيل" في غزّة.

وكانت "جامعة إنديانا" نفسها فصلت، في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، أستاذاً في العلوم السياسية لمشاركته في فعاليةٍ تضامنية نظّمتها "لجنة التضامن مع فلسطين"، بدعوى أنّها غير "مرخَّص لها".

وتعليقاً على منع معرضها، قالت سامية حلبي لوسائل إعلام أميركية: "من الواضح أنّ حرّيتي على المحكّ". وعلى حسابها في "إنستغرام"، شاركَت منشوراً يدعو القائمين على الجامعة إلى التراجع عن قرارهم، ويحثّ على التوقيع على عريضة تُطالب بتنظيم المعرض، وقّع عليها أكثر من ثمانية آلاف شخصٍ إلى الآن.

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون