سالار أحمديان.. حروف تُراقص الخيل

سالار أحمديان.. حروف تُراقص الخيل

04 ابريل 2022
من المعرض
+ الخط -

يعتمد سالار أحمديان في أعماله الحروفية نزعة تجريدية تعبيرية متأثّراً بالتيّارات التي ظهرت في الولايات المتّحدة ما بعد الحرب الأولى مع تجارب جاكسون بولوك (1912-1956)، ومارك روثكو (1903-1970) وآخرين، ويقدّمها في لوحة صاخبة ومتعدّدة لونياً.

في الوقت نفسه، يمزج الفنّان الإيراني المقيم في كندا (1962) بين عناصر تقليدية من التراث العربي والفارسي وبين مفردات اللوحة الحداثوية في تكويناتها التي تبدو خطوطها في حالة تتدافُع وصراع دائم، ومشهد يحتشد بالإبهار البصري والحيوية.

ويذهب أحمديان إلى تنويعات جديدة في معرضه الحالي الذي افتُتح في "قاعة بوشهري" بالعاصمة الكويتية منتصف الشهر الماضي ويتواصل حتى الحادي عشر من نيسان/ أبريل الجاري، حيث يتناول ثيمة واحدة ترتبط بالخيل.

الصورة
من المعرض
من المعرض

ويستكشف في معرضه "الخيول العربية في النيو بوب" جماليات جسد الحصان وحركته وإيقاعه، حيث يلجأ إلى التنقيط بالريشة لتعكس الأجساد المنقّطة تلك الطاقة والاندفاع والجموح، ويختار ألواناً متنوّعة تنزع عن الرسوم واقعيّتها، حيث يتكرّر الأزرق والوردي والأصفر والأخضر والبنفسجي في معظم اللوحات، مع تقديمه الحصان بلونه البنّي في لوحات أُخرى لكن مع تبقيع جسده بجميع تلك الألوان.

ضمن هذه الرؤية المفاهيمية يشكّل أحمديان حروفيّاته التي تخرج بوظيفتها ليعبّر عن أفكار فلسفية وجمالية، حيث تتشكّل الخيل نفسها من حروفيات لا يمكن قراءتها أو تحديد معانيها، في إمعانٍ بالتجريد، كما أن الخلفية تتكوّن من زخارف خطّية تبدو كأنّها امتدادٌ لجسد الأحصنة أيضاً.

يتلاعب الفنّان في معظم الأعمال بشكل الحروف وطولها وسماكتها، ما يُمنح بعداً ثالثاً للوحة في مساحة تدمج بين الخطّ والنحت والرسوم الغرافيكية، والتي يشير إليها بقوله: "أريد إبداع أسلوب خاصّ من أساليب فنّ الخطّ يكون موضوع اهتمام وتقدير الأوروبيين والأميركيين، والعالم العربي أيضاً".

يوضّح بيان المتظّمين أن بعض الفنّانين الإيرانيين عملوا على ابتكار أعمالٍ مستقلّة دون أن يكونوا مقيّدين فقط بالماضي أو الحاضر، وأعطوا مضموناً للفنّ الإيراني مغايراً للفن الغربيّ المعاصر، ومنهم محمد إحصائي ورضا درخشاني إضافة سالار أحمديان.

كما لفت البيان إلى أن أحمديان ينسج التقاليد والحداثة في أحدث أعماله، فتظهر المقاربة المبدعة في لغة بصرية قريبة في رمزيّتها من فنّ البوب، استناداً إلى جوهر تراثه الفارسي من منمنمات السجّاد والبسط الإيرانية، ويذكّر بالعناصر المعمارية والفنية الرئيسية في بنيان المساجد العامرة بالزخارف الحِرفية بألوانها المتوهّجة.

المساهمون