رحيل وطفاء حمادي: النقد النسوي على الخشبة

رحيل وطفاء حمادي: النقد النسوي على الخشبة

26 فبراير 2021
وطفاء حمادي
+ الخط -

ظاهرياً، أي على مستوى الحضور على الخشبة، يمكن القول إن المرأة أخذت موقعاً أساسياً في المسرح العربي، لكن الفن الرابع لا يقتصر على التمثيل، فهو عالم متكامل العناصر، بين كتابة وإخراج وتنفيذ تقني ونقد. في جميع هذه المواقع تبدو المرأة العربية غائبة في ما عدا استثناءات قليلة.

مثّلت الباحثة اللبنانية وطفاء حمادي - التي رحلت عن عالمنا أمس - من بين أبرز الأسماء النقدية في المسرح العربي منذ تسعينيات القرن الماضي، من خلال مؤلفاتها وحضورها في الكثير من التظاهرات المسرحية لنقاش الأعمال والاشتغال عليها كباحثة. وقد قدّمت إضافة منهجية باعتمادها المقاربة النسوية في تحليل الأعمال.

يظلّ أشهر أعمال حمادي كتابها "سقوط المحرّمات.. ملامح نسوية عربية في النقد المسرحي" الذي صدر في 2008 عن "دار الساقي". تشتهر من هذا العمل جملة تقول فيها: "تهاوت على خشبة المسرح المحرّمات التي تكبّل المرأة العربية في الحياة اليومية. إذ استطاعت أن ترفع الصوت مفصحةً عن هواجسها وتطلّعاتها برغم الصعاب".

وبشكل عام، يدرس العمل نتاج المرأة في المسرح العربي من زوايا متعدّدة، كممثّلة وكمؤلّفة وكمخرجة. تشير حمّادي إلى أن هذا النتاج بقي مهمّشاً، ولم تقوَ المرأة على إظهاره إلا بعد صعود منهجيات النقد النسوي حيث وضعت هذه الأعمال في موقع مركزيّ، وهي تشير إلى أن النقد النسوي استفاد من جهته من بروز مناهج تحليلية كبرى مثل التفكيكية لدى دريدا وحفريات المعرفة لفوكو.

من مؤلفات حمادي الأخرى: "ثقافة الشباب ومصادرها الرقمية"، و"الشباب المسرحي العربي المهاجر: بين الأنا و الآخر"،  و"السِيَر الشفوية للمرأة الفنانة ومسارات التطور"، و"المواطنة وتجلياتها في الفنون البصرية والمشهدية"، و"الخطاب المسرحي في العالم العربي"، و"المرأة والمسرح في لبنان"، و"التراث: أثره وتوظيفه في مسرح توفيق الحكيم".

دلالات

المساهمون