رحيل السيّد إمام.. النقد والثقافة مدخلاً للترجمة

رحيل السيّد إمام.. النقد والثقافة مدخلاً للترجمة

29 مارس 2023
السيّد إمام (1945 - 2023)
+ الخط -

على مدار أكثر من أربعة عقود، قدّم المترجم المصري السيّد إمام (1945 – 2023) الذي رحل اليوم الأربعاء في القاهرة، للمكتبة العربية، مؤلفات بارزة حول النظرية الأدبية، والخطاب النقدي ما بعد الحداثة، نقَل العديد منها استناداً إلى رؤيته وخياراته الشخصية كمثقف، بعيداً عن دوائر المؤسسة الثقافية الرسمية.

وُلد الراحل في محافظة البحيرة، وتخرّج من قسم اللغة الإنكليزية وآدابها في "جامعة الإسكندرية"، وانطلق حينها بترجمة بعض المقتطفات من روايات كانت تعحبها، ولم يكن اهتمامه الأول بالترجمة وإنما بالنقد، ما دفعه لاحقاً لترجمتها من أجل تعميم الفائدة وإشراك المهتمين في هذا المجال، وفق حديثه إلى "العربي الجديد".

وأشار إمام إلى أنه بدأ بكتاب "الشعرية البنيوية" لجوناثان كلر وهي أول ترجمة له إلى العربية، ثم كتاب ديفيد لودج "التوسل بالبنيوية"، ثم "قاموس السرديات" لجيرارد برنس وهلم جرّا، واستمرت السلسلة إلى أن وصلت إلى ما يربو على خمسة عشر كتاباً.

نقل إلى المكتبة العربية مؤلفات بارزة حول النظرية الأدبية، والخطاب النقدي ما بعد الحداثة

مع تراكم هذه الترجمات، عبّر صاحبها مراراً عن مشروعه الذي يستند إلى التعريف ببعض ما ينشر حول النقد وتطبيقاته في الغرب للقارئ والكاتب العربي على حدا سواء، وكذلك في التعرّف إلى أدوات جديدة للكشف عن أبعاد للنصوص الأدبية لم يكن بالامكان الوصول إليها بالأدوات القديمة، لتحكم هذه المعادلة معاييره في اختيار الكتب التي يترجمها والتي يرى أنها ينبغي أن "تعبّر عن روح العصر".

اهتمّ إمام بمؤلفات الناقد الأميركي المصري إيهاب حسن، وترجم عدداً كبيرا منها مثل "تقطيع أوصال أورفيوس.. نحو أدب ما بعد حداثي"، و"تحوّلات الخطاب النقدي لما بعد الحداثة"، و"النقد النظير"، و"الخروج من مصر.. مشاهد ومجادلات من سيرة ذاتية" و"أوديب أو تطوّر ما بعد الحداثة"، وآخرها كان كتاب "براءة جذرية.. دراسات في الرواية الأميركية المعاصرة" الذي صدر مطلع الشهر الجاري.

ويركّز الكتاب الأخير على صورة البطل في الرواية الأميركية عقب الحرب العالمية الثانية، من خلال ربط المتغيرات السياسية التي حلّت في العالم، متمثّلة ببدء صعود الولايات المتحدة كقوة عالمية، بفكرة اليوتويوبيا التي تجد في المجتمع الأميركي أسساً متعلقة بالطهرانية المسيحانية وفكرة التفوّق في أرض موعودة، عبر دراسة أعمال لإرنست همنغواي وتوماس وولف ومارك توين وآخرين.

ترجم السيّد إمام عشرات الكتب، منها: "أقنعة بارت" لـ جوناثان كلر، و"موسوعة ألف ليلة وليلة" لـ أورليش مارزوف وريتشارد فان ليفن، و"العولمة: نص أساس" لـ جورج ريتزر، و"الميتافكشن.. المتخيل السردي الواعي بذاته: النظرية والممارسة" لـ باتريشيا ووه، و"نظرية السرد ما بعد الحداثية" لـ مارك كوري، و"السّرديات، من البنيوية إلى مابعد البنيوية" (مؤلف مشترك)، و"تعليم ما بعد الحداثة المتخيل والنظرية" لـ برندا مارشال، وغيرها.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون