غياب محمد عناني.. الترجمة مشروعاً ثقافياً

غياب محمد عناني.. الترجمة مشروعاً ثقافياً

03 يناير 2023
محمد عناني (1939 – 2023/ العربي الجديد)
+ الخط -

يُعَدّ المترجم والكاتب المصري محمد عناني (1939 – 2023)، الذي رحل اليوم الثلاثاء بعد صراع مع المرض، أحد أبرز المشتغلين في الترجمة بمصر والعالم العربي، حيث نقل إلى المكتبة العربية أعمالاً عديدة لـ وليم شكسبير وجون ملتون ولورد بايرون وآخرين، كما ترجم إلى الإنكليزية مؤلّفات لشعراء مصريين معاصرين، ناهيك عن دراساته في الترجمة والنقد الأدبي.

وُلد الراحل في مدينة رشيد، ونال درجة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية وآدابها من "جامعة القاهرة" عام 1959، وتابع دراساته العليا في بريطانيا، ليحصل على درجة الماجستير من "جامعة لندن" سنة 1970، والدكتوراه من "جامعة ريدنغ" عام 1975.

عمل عناني مُراقبَ لغة أجنبية في إذاعة "بي بي سي" بالعاصمة البريطانية بين عامَيْ 1968 و1975. وبعد عودته إلى مصر، عمل محُاضراً في "جامعة القاهرة" لأكثر من ثلاثة عقود، وألّف وساهم في وضع معظم المناهج الدراسية لقسم اللغة الإنكليزية بالجامعة، الذي ترأّسه لسنوات في التسعينيات، كما انتُخب خلال فترة عمله خبيراً في "مجمع اللغة العربية" بالقاهرة.

وبين عامي 1986 و2003، شغل موقع المحرّر العام للأعمال المترجمة بين العربية والإنكليزية في "سلسلة الأدب المعاصر" التي تقوم عليها "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، والتي صدر عنها نحو خمسة وسبعين عنواناً، كما أدار سلسة "الألف كتاب الثاني" التي تنشرها الهيئة.

ترجم الراحل قرابة مئة وثلاثين مؤلّفاً من وإلى العربية والإنكليزية

كتَب الراحل العديد من المسرحيات التي عُرضت على الخشبة، منها "ميت حلاوة" (1979)، و"السجين والسجّان" (1980)، و"المجاذيب والبر الغربي" (1985)، و"جاسوس في قصر السلطان" (1989)، و"ليلة الذهب" (1993)، و"السادة الرعاع" (1993)، و"الدرويش والغازية" (1994)، و"أصداء الصمت" (1997)، وغيرها.

وإلى جانب عمله في التدريس والترجمة، وضع عناني دراسات نقدية وترجمية، مثل "دراسات في المسرح والشعر" (1986)، و"النقد التحليلي" (1991)، و"فن الترجمة" (1994)، و"المصطلحات الأدبية الحديثة" (1996)، و"الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق" (1997)، و"فن الكوميديا" (1998)، و"الأدب وفنونه" (2010).

بدأ عناني تجربته في الترجمة عام 1964، حين عرّب مسرحية "حلم ليلة صيف" لشكسبير بعد تخرُّجه مباشرة، ثم عكف على ترجمة "روميو وجولييت" للكاتب نفسه، الذي زاد عدد ترجماته له على العشرين عملاً؛ من بينها: "تاجر البندقية"، و"هاملت"، و"الملك لير"، و"يوليوس قيصر" التي نال عن ترجمتها "جائزة رفاعة الطهطاوي" للترجمة عام 2014.

وسبق له أن أشار، في مقابلة صحافية، إلى أنه يستعين "في ترجمة المعاني والدلالات الشكسبيرية بطبعات متعدّدة للنص، ربما تصل إلى سبع طبعات صدرت في أزمنة مختلفة وتتضمّن هوامشَ وشروحاً"، ذلك أنه "في كثير من الشروح ما يفيد في أن تكون الترجمة العربية تُحاكي الأصل في كلّ شيء (...) على أن تكون الترجمة دقيقة وواضحة".

نقل عناني قرابة مئة وثلاثين مؤلّفاً من وإلى العربية والإنكليزية، حيث عرّب العديد من الكتب لغوته وإدوارد سعيد وسوزان باسنيت وأندريه ليفيڤير ودايف إيجرز، في حين نقل إلى لغة شكسبير مجموعات شعرية لصلاح عبد الصبور وعز الدين إسماعيل وفاروق جويدة وفاروق شوشة وصلاح جاهين.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون