ذكرى ميلاد: محمد رجاء فرحات.. مَسرحة التاريخ التونسي

ذكرى ميلاد: محمد رجاء فرحات.. مَسرحة التاريخ التونسي

12 ديسمبر 2021
فرحات في أحد عروضه
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم العاشر من كانون الأول/ ديسمبر ذكرى ميلاد المسرحي محمد رجاء فرحات (1948).


مثل معظم أبناء جيله، بدأ محمد رجاء فرحات مشواره الفني من موقعٍ ناقدٍ للسياسات الرسمية التي تدير الشأن الثقافي في تونس، فتقاطع مع تجربة "المسرح الجديد" (فاضل الجعايبي، جليلة بكار، فاضل الجزيري...) بمقولاتها التجديدية الراديكالية.

حدث هذا التقاطع بعيداً عن المركز في تونس العاصمة، إذ كانت مدينة قفصة (وسط غرب تونس) هي المرجل الذي تفاعلت فيه رؤى هؤلاء الباحثين عن التجديد الفني والاجتماعي، وقد أتى معظمهم من سنوات الدراسة في أوروبا حيث شهدوا ثورة أيار/ مايو 68، وكأنهم حاولوا أن يُوصلوا نيرانها إلى تونس.

جاء فرحات من إيطاليا حث درس المسرح، فيما عاد آخرون من فرنسا، وحين التقى هؤلاء في قفصة بدأوا في تقديم أعمال تلبّي انتظاراتهم لفنّ مسرحي جمع بين النخبوية والقدرة على الوصول إلى الشعب، فكانت أعمال مثل "جحا والشرق الحائر" و"البرني والعترة" والتي تمثّل اليوم أعمالاً مرجعية في تاريخ المسرح التونسي.

في قفصة، بدا أن فرحات قد وجد المعادلة التعبيرية التي ستلازمه خلال مشواره، وهي مسرحة التاريخ، فكان مشاركاً - من مواقع مختلفة - في إنجاز أعمال مثل "محمد علي الحامي" و"ثورة الزنج"، وهذه الأخيرة مثّلت حدثاً ثقافياً وسياسياً، إذ دعت بشكل شبه صريح إلى إعادة النظر في الرواية الرسمية لتاريخ تونس.  

برز هذا الربط بين المسرح والتاريخ أكثر في السنوات العشر الأخيرة، حين جعل من الرئيس السابق الحبيب بورقيبة شخصية مسرحية (يؤدّيها بنفسه) ظهرت في سلسلة من العروض بدأها بمسرحية "السجن الأخير" ثم زار الرئيس التونسي في محطّات كثيرة من مشواره السياسي خلال الاستعمار، ثم في تجربة بناء دولة الاستقلال.

المساهمون