ذكرى ميلاد: عاطف الطيّب.. هل غادرنا "التخشيبة"؟

ذكرى ميلاد: عاطف الطيّب.. هل غادرنا "التخشيبة"؟

26 ديسمبر 2021
عاطف الطيّب
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، 26 كانون الأوّل/ ديسمبر، ذكرى ميلاد المخرج السينمائي المصري عاطف الطيّب (1947 - 1995).


تعاني سينما عاطف الطيّب، في تلقّيها العربي، من عدّة اختزالات، كحصرها في مفردات سينما "الواقعية الجديدة" وعدم النظر إليها من أيّ منظور آخر، واختزالها في حكايات جانبية مثل حادثة "بتر" نهاية فيلم "البريء" من قبل الرقابة، وأكثر من ذلك اختزال مشواره (أكثر من عشرين فيلم) في بضعة أفلام اشتُهرت، بل أحياناً في بضعة لقطات، أشهرها المطاردة في نهاية فيلم "سوّاق الأوتوبيس" وصرخة نور الشريف: "يا أولاد الكلب"، أو مرافعة أحمد زكي في فيلم "ضد الحكومة".

كأن الطيّب قد روى هذه الحالة في أحد أفلامه الأولى؛ "التخشيبة" (1984)، ولهذا السبب؛ أي كونه من أفلام البدايات، لم يحظ هذا العمل بعناية النقّاد. يروي الفيلم كيف أن العقل الإداري الصغير يمكن أن يدمّر كلّ شيء جميل في المجتمع، من خلال دخول طبيبة (أداء نبيلة عبيد) متاهة من الإجراءت في أقسام الشرطة بعد حادث سير تافه.

بسبب تشابه أسماء، تجد الطبيبة نفسها أمام تهمة سرقة وخيانة زوجية، وسرعان ما تتحوّل التهمة إلى إشاعة مع التقاط صحافي للخبر وتحويله لمادّة إثارة. يتخلّى الجميع عن البطلة إلّا محاميها؛ أداء أحمد زكي الذي بدا في هذا الفيلم في تدريب على دور ملمحي سيؤديه بعد ثمانية سنوات في فيلم "ضد الحكومة".

عودةً إلى مشوار عاطف الطيّب، كأن المصري قد قال في فيلمه "التخشيبة" بأنه في حال كان العقل النقدي صغيراً، فإنه من غير الممكن أن يقف على أروع ما قدّمته السينما، ناهيك أن يدفع إلى تقديم سينما أفضل...

المساهمون