صوت جديد: مع سلمى اليانقي

صوت جديد: مع سلمى اليانقي

26 ديسمبر 2021
سلمى اليانقي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "علينا أن نعرف أدب مَن سبقونا ثم نسير على خُطاه أو نخالفه" تقول الكاتبة التونسية في حديثها إلى "العربي الجديد".


■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
- التجديد في الأدب، حسب رأيي، يكون على عدة مستويات؛ منها البنية الفنية والتقنيات المُعتمَدة والأسلوب، وكذلك طريقة تناول المواضيع وطرح الأفكار، فقارئ القرن الماضي لا يفكّر بنفس طريقة قارئ الألفية الثالثة، وكذلك يكون الكاتب أيضاً، وهذا ما أسعى إليه شخصياً، خاصة في أعمالي الأخيرة، أي تقديم الرواية بثوبها الجديد مع التشبث بعربيّتنا الأصيلة والفصيحة. 


■ هل تشعرين بأنك جزء من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- أكيد، لكلّ زمن جيله، سواء في الأدب أو في غيره من المجالات الفكرية والإبداعية، وأنا أعتبر أن الجيل الأدبي الحالي له أسلوبه الخاص وأفكاره المميزة ومواضيعه الراهنة. وملامح هذا الجيل حسب اعتقادي تخرج عن النمط التقليدي والسائد والمألوف، وتخلق تقنيات حديثة خاصة في الكتابة وطريقة تناول المواضيع.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- علاقتي مع الأجيال السابقة علاقة وصلٍ لا ينقطع. أعتقد أنه من الأفضل، بل من الواجب، أن نكون دائماً مطّلعين على ما كُتب قديماً، فأدب مَن سبقونا يُعتبر تجربة ننهل منها ولنا بعدها أن نسير على خُطاها أو أن نختار طريقاً آخر، لكنّ الاطلاع مهمّ جدّاً، فأنا لا أتصوّر مثلاً أن يكتب روائيّ كتاباً دون أن يقرأ لنجيب محفوظ أو لحنّا مينة.


■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- علاقة متينة إلى أبعد حدّ، فأنا أحرص على ألّا يفوتني عمل أدبي تونسي مهما كان نوعه، وأعتبرُ نفسي من أكثر المطّلعين على الساحة الأدبية الوطنية، كما أحرص على اللقاء بالكتّاب والشعراء شخصياً وعلى التعرف عليهم، وهذا مهمّ جدّاً لتجربتي.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- كتابي الأول كان رواية "سراب وضباب" الصادرة سنة 2005 وكانت سنّي آنذاك تسعة عشر عاماً. ناقشتُ فيه وضعية المرأة العربية في ظلّ مجتمع ذكوري طغى عليه الفكر الرجعي قبل استقلال البلاد وصدور مجلة الأحوال الشخصية. وقد حصلت روايتي هذه على "الجائزة الرئاسية لأدب الشباب" لسنة 2006.


■ أين تنشرين؟
- صدرت أعمالي الخمسة الأولى على حسابي الخاص، ثم اخترتُ في العملين الأخيرين: "كاوس الدمشقية" و"مكعّب روبيك" (2018 و2021) أن أتعامل مع دار نشر تونسية هي "دار ميّارة للنشر والتوزيع".


■ كيف تقرأين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- علاقتي بالقراءة كعلاقتي بأيّ عادة يومية أمارسها. لا أخطّط كثيراً، ولكنّني لا أقرأ بطريقة عشوائية، أنتقي أحياناً وأحياناً أخرى أقرأ ما يقع بين يديّ، كلّ ما يهمّني في المسألة ألّا ينقضي يوم بِلا كتاب. وفي النهاية أجد نفسي قد قرأتُ ما يناهز ثمانين كتاباً سنوياً بما يُعادل عشرين ألف صفحة. 


■ هل تقرأين بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- أحياناً أقرأ باللغة الفرنسية، ولكنّني أميل أكثر إلى لغتنا الأم.


■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك القادم؟
- سأواصل في الأعمال الروائية، وقد شرعتُ في الصائفة الماضية في كتابة عمل جديد، ولكن ما يزال الوقت مبكّراً للحديث عنه.


بطاقة
كاتبة تونسية من مواليد 1986 في صفاقس. تعمل محامية وأستاذة جامعية. صدرت لها المؤلفات التالية: "سراب وضباب" (2005)، و"رقعة الشطرنج" (2007)، و"الجدار" (2009)، و"عندما يحترق الليمون" (2012)، و"وللأمل ولادة قيصرية" (2014)، و"كاوس الدمشقية" (2018)، و"مكعب روبيك" (2021). كما حضرت نصوصها في كتب جماعية مثل "أفكار هاربة: أنطولوجيا الثّورة"، و"أنطولوجيا السرد في صفاقس" الصادر ضمن تظاهرة "صفاقس عاصمة للثقافة العربية" لسنة 2016.

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون