استعادة شاكر المعداوي.. يوميات مصرية بألوان مائية
استعادة شاكر المعداوي.. يوميات مصرية بألوان مائية
جمع الفنان المصري شاكر المعداوي (1944 – 2011) بين الرسم وتدريس التصوير وتاريخ الفن لأكثر من أربعة عقود، حيث تتلمذ على يد عدد من رواد التشكيل في بلاده مثل كامل مصطفى وحامد عويس وفاطمة العرارجي وغيرهم.
ومنذ معرضه الفردي الأول في مدينة الإسكندرية عام 1974، تنوّعت وسائطه بين الألوان المائية والزيتية والإفريسك، كما تعدّدت موضوعاته وإن مثّلت الطبيعة والجسد الإنساني مفردات أساسية في معظم أعماله، التي تميّزت بتركيزه على الحركة والتفاعل في المكان، وعلاقة البشر بمحيطهم من حجر وشجر.
حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، يتواصل في "أتيليه العرب للثقافة والفنون - غاليري ضي" المعرض الاستعادي للمعداوي الذي افتتح في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، ويضمّ خمسمئة لوحة واسكتش رسمها في مراحل مختلفة من حياته.
سجّل الفنان يوميات الحياة المصرية المعاصرة في المدينة والأرياف حيث تظهر مفردات عديدة منها البقرة والثور والديك والكتكوت والسمكة والحصان والقط والعصفور، والرق والجرار والشيشة وقفص الدجاج وأدوات المطبخ و"ووابور الكاز"، وسط حضور طاغٍ للبشر في المكان، سواء للرجل أو المرأة أو الأطفال وهم يلعبون في الحدائق والساحات.
وبالتوزاي مع صورة الواقع والتركيز على انفعالات الشخصيات التي يرسمها، الداخلية والخارجية، وإظهار البعد الطفولي والعفوي لديها في كثير من أفعالها اليومية، يذهب المعداوي أيضاً إلى مساحة تقترب من الحلم، تفصل بين الحقيقة والخيال وفيها مسحة سوريالية، وتحمل بعداً روحانياً أيضاً.
يشير الفنان محمد عبلة في تقديمه المعرض إلى أنَّ المعداوي الذي أولع بالألوان المائية أعطى لهذه الخامة المحدودة أبعاداً جديدة، وأضاف لإمكاناتها آفاقاً أخرى تستدعي الكثير من البحث والدراسة، مستذكراً زيارة قام بها في قريته معدية مهدي شمال الدلتا، وهناك شاهد مرجعيّات لوحته البصرية بعينه.
ويوضح أنه رغم دراسة المعداوي في إيطاليا التي نلمح ظلالاً لتأثره بالفن الإيطالي من خلالها، فإن روح الحياة المصرية وعبقها ظاهران في أعماله، وبناء العمل عنده في منتهى الإحكام والتمكن، من خلال وعي كبير بالتكوين والحركة الداخلية التي تحدثها الخطوط في تقاطعها وعلاقاتها الهندسية المميزة جداً، وهذا المعرض فرصة حقيقة للتعرف إلى عالم شاكر المعدواي الذي يبوح بالكثير.
يُذكر أن الفنان يحمل درجة الدكتوراه في التصوير، وعمل مدرساً في عدد من الجامعات المصرية، كما شارك في معارض فردية وجماعية في لبنان والجزائر والسعودية والهند وبولندا وإسبانيا وإيطاليا والتشيلي، بالإضافة إلى مصر.
