إل أناتسوي.. في البحث عن الحرية

إل أناتسوي.. في البحث عن الحرية

17 اغسطس 2021
(من المعرض)
+ الخط -

قدّم إل أناتسوي خلال أكثر من خمسين عاماً أعمالاً نحتية وتركيبة استخدم خلالها قطع الخشب والزجاج والمعادن والصلصال، وغيرها من المواد التي أعاد تدويرها لتعكس فنّه المفاهيمي الذي يبحث في قضايا معاصرة عديدة، منها علاقة الاستهلاك بالتلوث البيئي، واستعادة رموز من الحضارات الأفريقية القديمة.

ركّز الفنان الغاني المقيم في نيجيريا (1944) على الإرث اللغوي لبلدان غرب أفريقيا، التي امتلكت أبجدية تحتوي على العديد من الرموز التي لا تزال آثارها موجودة على نقوش أثرية، وكذلك الأزياء والأواني الفخاري، في عملية استرجاع ثقافي مضاد لإرث الكولونيالية.

"بطاقة بيضاء إلى إل أناتسوي" عنوان المعرض الذي افتُتح في العشرين من أيار/ مايو الماضي في "قصر كونسييرجيري" بباريس، ويتواصل حتى الرابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، كجزء من فعاليات "موسم أفريقيا 2020".

الموسم الذي تأجل بسبب تفشّي فيروس "كوفيد – 19"، يحمل شعار "انظر إلى العالم وافهمه من وجهة نظر أفريقية"، ويشارك فيه الفنان بعمل تحت عنوان "البحث عن الحرية"، ويحتوي نسيجاً ينتشر على مساحة 18298 متراً مربعاً، يبرز انعكاسات السماء والأشجار التي تطفو أوراقها الصفراء على سطح الماء التي تتدفق في نهرين في مناخات شاعرية.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

على جانبي النهرين، يظهر إل أناتسوي أقواساً مدببة، مستعيراً نمط العمارة القوطية، التي يصنعها من أغطية الزجاجات وعلب الصودا مع تلاعب بشدّة الإضاءة وخفوتها التي تتماوج فوق النسيج، وتوضّح عناصر الطبيعة والمعمار التي شكّلها من مواد مختلفة.

يلتقط الفنان كلّ الأشياء التي تُستعمَل في الحياة اليومية كوسائط في أعماله، مثل مدافع الهاون وعلب الحليب وألواح الطباعة وأغطية الزجاجات التي تحتاج إلى عمل يدوي مضنٍ لتسطيحها ثم تقطيعها وتقويسها، وكذلك استخدام أسلاك نحاسية لربط العناصر ببعضها وتقديم بانوراما تاريخية شاملة للتنوّع والإبداع في تقاليد المجتمعات الأفريقية.

كما يترك المجال مفتوحاً أمام تأويل عمله الذي يدور حول أفكار تتصل بالحواجز والعبور، ومرور الزمن، والتناغم والانسجام بين الطبيعة والمعمار الذي يلخّصه في خمسة عناصر أساسية، هي: الماء والرياح والخشب والمعدن والحجر.

يُذكر أن إل أناتسوي تفرّغ للفن نهائياً بعد تقاعده من التدريس، حيث عمل أستاذاً للفنون في جامعة "نسوكا" بنيجيريا منذ عام 1975، وأقام العديد من المعارض في الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وكندا واليابان وقطر.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون