"إعادة الأمل".. مواجهة الإبادة بالسُّبل المعرفية والتعاضد المؤسّساتي

"إعادة الأمل".. مواجهة الإبادة بالسُّبل المعرفية والتعاضد المؤسّساتي

24 مارس 2024
من أمام مبنى "جامعة الأزهر" بعد أن دمّره العدوان الصهيوني، 15 شباط/ فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جامعة بيرزيت نظمت ندوة بعنوان "إعادة الأمل: التعليم العالي في غزة" عبر زووم، تناولت دعم طلاب غزة لاستكمال تعليمهم العالي في ظل الإبادة الصهيونية، بمشاركة باحثين وأستاذ علم الاجتماع.
- المبادرة تهدف لمواجهة سياسات المحو الاستعماري وتشجيع بناء الذات الوطنية، مع التركيز على التعاضد المؤسساتي وإنتاج المعرفة التحويلية لتحدي علاقات القوة.
- يارا السالم وجهاد الشويخ أكدا على أهمية الاستثمار في التعليم كعملية تنموية وضرورة الدعم الفوري، مشيرين إلى تجارب غزة في دمج المساقات والتوأمة بين جامعات الضفة وغزة لمواجهة التحديات.

ضمن سلسلة ندوات تُنظّمها "جامعة بيرزيت"، وتتناول جوانب من شؤون التعليم والطّلبَة الفلسطينيّين في ظلّ الإبادة الصهيونية، عُقِدت مساء الثلاثاء الماضي جلسةٌ بعنوان "إعادة الأمل: التعليم العالي في غزّة"، بُثّت عبر "زووم"، وشارك فيها كلٌّ من الباحِثين: يارا السالم وعلاء العزّة وجهاد الشويخ، وأدارها أباهر السقّا، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة.

تحدَّث في بداية الندوة الباحث علاء العزّة، نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية، مُشيراً إلى مبادرة "إعادة الأمل" التي أطلقتها الجامعة مؤخّراً، لدعم طلَبة الجامعات ومؤسّسات التعليم العالي في غزّة، بهدف إتاحة المجال أمام الطلّاب لاستكمال مسيرتهم التعليمية، مُعتبراً "أنّه في ظلّ هذا الوضع الصعب فإنّ أية مبادرة هي مجرّد الحدّ الأدنى ممّا يجب أن يُقام به".
 
وتابع: "تأتي هذه المبادرة من مسؤولية الجامعة في مواجهة سياسات المحو الاستعماري التي تهدف إلى منع الفلسطينيّين من بناء ذاتهم كجماعة وطنيّة. ومن طبيعة النظر في أُسس بناء المؤسسات التعليمية من الأسفل إلى الأعلى، وهي تقوم على مفهوم المؤازرة وليس المساعدة، فالجامعة ترى نفسها رافعة تحرُّرية". 

مبادرات تُنتج معرفة مناهضة لعلاقات القوّة والشرط الاستعماري

ولفت إلى "أنّ المبادرة تشتغل على ثلاثة مستويات: التعاضد المؤسساتي، والتعليم الجامعي، وإنتاج المعرفة التحويلية. وهي محاولة استدراك لما فات الطلاب في بعض المساقات"، وختم: "أيّ معرفة لا تتحدّى علاقات القوّة، فهي تبقى غير منتجة وغير مُتماهية مع الرغبات الشعبية".

بدورها أشارت يارا السالم في مداخلتها إلى "أنّ أحد أسباب الفشل في مسألة إعادة بناء الدول بعد الحروب أنه لا يتمّ الأخذ بآراء المجتمع المحلّي، فإعادة الإعمار لا تقتصر على الموادّ الأوّلية اللّازمة للبناء، بل بقدرة المجتمع على إنتاج الصيغ والقرارات. ويجب العمل على أن تكون المبادرات تكمّل بعضها البعض وليست منفردة أو معزولة". 

ولفتت الباحثة إلى "أنّ سياسات التدمير المُمنهجة التي يتعرّض لها قطاع التعليم في غزّة، تُذكّر بما جرى في العراق بُعيد غزوه عام 2003. فدائماً ما كان الاحتلال يخشى من الخبراء والعقول الفلسطينيين ويسعى إلى استهدافهم". وتابعت: "التعليم العالي ليس استثماراً بل عملية تنموية، وتقديم الدعم له يجب أن يبدأ الآن، لا أن ننتظر الحرب حتى تنتهي". كما نبّهت إلى تجارب غزّة خلال العُدوانات السابقة في دمج المساقات والاستفادة من خبرات الطلّاب أنفسهم بإعادة الإعمار والترميم.

وخُتِمت الندوة بمداخلة الباحث جهاد الشويخ الذي أشار إلى واقع الجامعات في غزّة، "حيث تم استهداف وتفجير القسم الأكبر منها، لكن في المقابل ما زالت المبادرات في الضفّة، رغم الشعور الكبير بالعجز، تنهض لمواجهة الواقع الصعب، وتتمثّل بالسعي إلى احتضان طلّاب غزّة، والربط والتوأمة بين الجهتين، بما يتعدّى أيضاً الجامعات ليشمل التعليم الأساسي". واعتبر الشويخ "أنّ الوضع بلغ مرحلة تتطلّب الابتعاد عن خطابات الأسطرة، فالواقع يحتاج إلى مواجهة بالسُّبل المعرفية".
 

المساهمون