"أمي! لقد أخفقت مرة أخرى": بالقرب من لوركا وراسل

"أمي! لقد أخفقت مرة أخرى": بالقرب من لوركا وراسل

04 فبراير 2021
(من بروفات التحضير للمسرحية، العربي الجديد)
+ الخط -

خلال الأعوام الستّة السابقة، قدّمت "فرقة سالب عشرين" القاهرية عدداً من العروض المسرحية، كان آخرها  "تلك الأيام"، المأخوذة عن كتاب "الأيام" لطه حسين، وقدّمتها في السنة الماضية، وتروي بدايات الكاتب والناقد المصري (1889 – 1973) منذ نشأته في إحدى قرى الصعيد المصري.

"أمي! ... لقد أخفقت مرة أخرى"، عنوان العمل الجديد من إخراج محمود سيد محمود، وابتدأ عرضه عند السادسة من مساء أمس، الأربعاء، على مسرح "ستوديو ذات" بالقاهرة، ويتواصل عرضه لثلاثة أيام متواصلة.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يشير المخرج إلى أن "العرض يتحدّث عن صراع نفسي داخل جسد واحد في عدة مواقف"، حيث إن جميع البشر في سكونهم وتفرغهم لوحدتهم في الدقائق الأخيرة قبل النوم، تتخللهم مشاعر وذكريات وتجارب سابقة، وقد تمّ تجسيدها من قبل شخصيات حيّة في مكان مبهم.

يطغى الرقص الحديث والتعبير الحركي في المسرحية على لغة الكلام

يضيف محمود "يتكوّن العمل من ستّ شخصيات تبدأ العرض في حالة ملل وتكرار للأحداث، وكلّ شخص يجسد شعورا ما داخل الجسد الأم، ثم يتصادمون ويتغير رأيهم عن تجربتهم واعتقادهم الشخصي أيضاً، وتعتمد الأحداث في تقديمها على الرقص الحديث والتعبير الحركي الذي يطغى على لغة الكلام".

ويوضّح أيضاً أن "الشخصيات الستّ تفتتح المسرحية بالتعريف عن نفسها، ولكن ليس بشكل تام، حتى يشارك الجمهور الممثلين في كشف حقيقتهم، ثم يعرض كل منهم مشكلته، وتبدأ وجهات نظرهم عن السقوط في التصارع والتضاد".

الصورة
(من بروفات المسرحية)
(من بروفات المسرحية)

يشارك في العمل الممثلون أحمد جاسر، وهاجر جاد، ومحمود النجار، ومحمود حازم، ونور الدين هشام، سارة رشوان، ومدرب تمثيل عبد الرحمن السحيمي، وتأليف موسيقي إيهاب عبد الرحمن، وإنتاج فني ضياء الدين أحمد، وتصميم وتنفيذ إضاءة محمود الحسيني، ومدربي حركة : صادق محمد وعبد الرحمن السكري، ومساعد مخرج إبراهيم شعلان، ومخرج منفذ صادق محمد.

يشير بيان المنظّمين إلى أن العرض "هو نِتاج مشروع مسرحي مستقل يسعى لمزج بعض الفنون الأدائية والبصرية والسمعية المعاصرة لخلق مساحات مختلفة تسمح بالولوج إلى المشاعر المتضاربة في أوقات عزلة الإنسان بنفسه ومشاركتها مع الجمهور، وهو  مستوحى من المشاعر الثلاثة البسيطة التي أثرت في حياة الفيلسوف البريطاني برتراند راسل، وقصيدة (غزالة الموت الأسود) للشاعر الإسباني فيدريكو غارسيا لوركا".

ويبيّن مؤسس "سالب عشرين" المخرج محمود الحسيني، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أن "الفرقة تأسست عام 2015، كصورة متطورة من فرق المسرح المدرسية، حيث ضمت الفرقة المسرحية لإدارة الدقي التعليمية. وأعضاؤها المؤسسون هم ممن شاركوا في عروض وزارة التربية والتعليم حتى ظهرت فكرة إنشاء فرقة خاصة مستقلة غير الفرق التابعة للوزارة، وقد توسعت لاحقاً لتضم أعضاء من مختلف المراحل العمرية وفنانين مستقلين".
.
ويتابع "يرجع اسم الفرقة إلى فترة تأسيسها، حيث كان من أهم شروط الانضمام أن يكون العضو دون سن العشرين، إذ آمن أعضاء الفرقة المؤسسون بمقدرة الشباب على إدارة وتسيير فرقة دون الاعتماد على عنصر الخبرة، وقد أصبحت الفرقة تعتمد على كل الفئات العمرية ساعية نحو التوسع والتطور كخطوة جادة نحو تحقيق الهدف الأسمى للفرقة وهو تقديم الفنون السبع في أسمى صورها".

ويلفت إلى أن "سالب عشرين" قدّمت العديد من المسرحيات، منها "علامة استفهام" (2015)، و"هرقل" (2016)، و"نمط" (2016)، و"زندا" (2017)، و"أوكنو" (2017)، و"الرض اللي باظ" (2017)، و"كوميديا أوديب" (2017)، و"ثلاث حكايات" (2018)، و"الأيام" (2020).

المساهمون