"24 ساعة مسرح": مع الممثل وقرينه
مثّلت مدينة الكاف (شمال غرب تونس)، مع مدينة قفصة، استثناءً من زاوية كونها إحدى المدن الداخلية التي صنعت إشعاعاً مسرحيّاً خارج مركزية تونس العاصمة، خصوصاً خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات.
خبا هذا الإشعاع بالتدريج في العقود اللاحقة، لكنّ تظاهرة "24 ساعة مسرح دون انقطاع"، بفكرتها الطريفة التي يعبّر عنها عنوانها، حفظت للمدينة حضورها في خارطة المسرح التونسي. كان حضور هذه التظاهرة يعني بشكل من الأشكال تكثيف متابعة الحركة المسرحية التونسية في يوم واحد.
تتزامن هذا التظاهرة سنوياً مع "اليوم العالمي للمسرح"، وكانت تقام على مدى يومين، غير أن الظروف الصحية، هذا العام، دعت إلى تنظيم استثنائي، علماً أن دورة العام الماضي لم تُقَم بسبب تفشّي جائحة كورونا في تونس.
انطلقت التظاهرة في 22 من آذار/ مارس الجاري واختُتمت اليوم، وهذه هي الدورة 19 منها، والتي روّج لها منظموها باعتبارها تحدّياً لـ"شَلَل الكورونا وتجاوزاً للسأم الذي فرضته".
يُمثّل هذا الحدث فضاءً تلتقي فيه إنتاجاتُ عدّة مؤسّسات مسرحية في تونس، مثل مؤسّسة "المسرح الوطني" (تونس العاصمة)، و"المركز الدولي للفنون المعاصرة" في القصرين، و"المركز الثّقافي الدولي يوغرطة"، وهو ما يتيح عقد شراكات إبداعية بين هذه الهياكل.
كما تضمّنت الدورة 19 مجموعةً من الورش والأمسيات النقاشية، أبرزها ندوة "المسرح و تكنولوجيا المعلومات"، ومائدة مستديرة بعنوان 'في الثقافة والسّياسة: الآن وقبل الآن"، وتدريباً أشرف عليه المخرج الفاضل الجعايبي بعنوان "الممثّل وقرينه"، إلى جانب ورشة في "الدّراماتورجيا" أطّرها الكاتب المسرحي رضا بوقديدة.
