"نموت عليك": عودة إلى نجاحات المسرح الساخر؟

"نموت عليك": عودة إلى نجاحات المسرح الساخر؟

31 ديسمبر 2021
لمين النهدي ومنصف ذويب في 1993
+ الخط -

انطلقت أمس، وتتواصل اليوم، على خشبة "المسرح البلدي" في تونس العاصمة، عروض مسرحية جديدة بعنوان "نموت عليك" يجتمع خلالها كل من لمين النهدي، أداءً، والمنصف ذويب، نصاً وإخراجاً.

لقاء كان قد أثمر، خلال عقد التسعينيات والعقد الموالي، اثنتين من أبرز ما أنتج المسرح الساخر في تونس؛ "المكي وزكية" و"في هاك السردوك نريّشو"، قبل أن يتخاصم كل من النهدي وذويب حول العائدات المالية، ولم يحقّقا في الأثناء نجاحات تُذكر، وهو ما جعل كل تعاون بينهما يبدو كحدث في الساحة الفنية.

في "المكي وزكية" التي عُرضت لثمانية سنوات بدءاً من عام 1994، جرى الاشتغال على ثيمة الزواج لإضاءة مختلف أوجه الحياة الاجتماعية (تفاوت طبقي، تمييز ثقافي، جهويات..). مرّت المسرحية من كلّ المهرجانات كشكل من أشكال احتفاء الدولة ورضاها واعتُبرت قمة الصنعة الكوميدية في المسرح التونسي.

مع تقلّص الطلب عليها، بدأ مشروع جديد سيستثمر في نزعة التنفيس في حريات التعبير التي عرفتها تونس في سنوات الألفين والتي فرضت الانتقال إلى خطاب مسرحي جديد. هنا، أطل النهدي، وحده، بمسرحية "في هاك السردوك نريّشو"، انفتح العرض على بعد سياسي واضح فاجأ الجمهور والدولة. لكن الجميع سيتفاجأ حين رفع السيناريست منصف ذويب قضية بالنهدي متهماً إياه بسرقة نصه بعد أن أوهمه بأنهما سينتجان مسرحية بعنوان "فلوس الشعب".

واصلت "في هاك السردوك نريّشو" عروضها بفضل دعم النظام للنهدي الذي اقترب من دوائر السلطة، لكن لم يتم ذلك عبر التضييق على ذويب، فقد طُويت القضية بصمت. لكنها بدت مثل ثقب أسود ابتلع طاقة النهدي وذويب معاً فلم يقدّم كلاهما أي عمل لافت خلال سنوات، وفي 2018 قاما بإعادة "المكي وزكية" ولكن لبعض العروض لا غير، فقد بدا أن الذائقة الجماهيرية قد تجاوزتها. فماذا عن العرض الجديد؟

المساهمون