"صالونات".. ذاكرة بصرية عن البيت الفلسطيني

"صالونات".. ذاكرة بصرية عن البيت الفلسطيني

04 يونيو 2022
(من المعرض)
+ الخط -

تشكّل البيوت فضاءات حميميّة، حيث تقاطعت فيها تاريخياً مفاهيم الاجتماع بالعمارة، لذا لا يمكن النظر إليها من زاوية وظيفية معزولة، إذ تتعدّى ذلك نحو موقف من الحياة. وفي السياق الفلسطيني الذي يواجه عمليات التهجير والهدم الإجرامي منذ احتلال الصهاينة لفلسطين عام 1948، برزت وظائف أرسخ للبيت بالتفاعل مع محيط وبيئة يقاومان السياسات الاستعمارية.

"صالونات: مقتنيات الذاكرة والفقدان" عنوان معرض افتُتح في السادس والعشرين من أيار/ مايو الماضي في "مؤسسة عبد المحسن القطان" برام الله، ويستمرّ حتى الثالث والعشرين من آب/ أغسطس المُقبِل، ويسلّط الضوء على المقتنيات الموجودة على حائط الصالون، وما تمثّله هوية العائلة واهتماماتها الاجتماعية والدينية والسياسية.

تقوم فكرة المعرض على إعادة الاحتفاء بهذا الجزء من التكوين الداخلي للبيوت، ويطرح إشكاليات حول القيمة المعنوية المُركّبة التي تتضمّنها "الصالونات" عادةً، وتتوزّع ما بين تقاليد الضيافة، والإشارات التي يمكن أن تندرج ضمن ما يسمّيه عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو "الرأسمال الرمزي"، فضلاً عن التراتيبات الجندرية بين النساء والرجال.

الصورة
من الأعمال المُشاركة في المعرض - القسم الثقافي
(من الأعمال المُشاركة في المعرض)

تحضر هذه الخلفيات في تسعة أعمال يحتضنها المعرض. وكما تتنوّع البيئات الفلسطينية المُشاركة ما بين المدن والمخيّمات، فإنّ الأزمنة تتراوح أيضاً بين الراهن والماضي. وحملت الأعمال عناوين لها علاقة بما يتعرّض له البيت الفلسطيني من عنف استيطاني: "المنزل الذي لا يذبل أبداً" لـ مهدي براغيثي، و"ماذا تبقّى" لـ لارا سلعوس، و"انتشال من الركام" لـ رنا بطراوي، و"حيث يوجد الكثير من الضوء يكون الظلّ عميقاً" لـ عُلا زيتون، و"مقبرة مثالية للآمال المفقودة" لـ ريم المصري، و"نافذة" لـ شذى أبو صالح، و"لا يُرى" لـ رنا نزّال، و"أزمات متتالية" لـ عيسى غريّب، و"كبير العيلة" لـ عامر أبو مطر.

يمثّل المعرض استكمال لنشاط رقمي سابق، اشتُغلَ عليه أثناء جائحة كورونا العام 2020، ضمن مشروع بعنوان "على الحائط"، كان الهدف منه جمع مقاطع فيديو لأناس من مناطق مختلفة في أنحاء فلسطين المحتلّة، يروون قصص اللوحات والصور العائلية والمواد التاريخية وغيرها من المقتنيات والأغراض المعلّقة على جدران صالوناتهم.

المساهمون