"اليوتوبيا المضادة": في تقاطع الأدب بالفكر السياسي

"اليوتوبيا المضادة": في تقاطع الأدب بالفكر السياسي

29 مارس 2021
من "تكوين 6" (1911) لـ فاسيلي كاندينسكي
+ الخط -

تفضّل الباحثة الفرنسية آنا ساين اعتماد مصطلح "اليوتوبيا المضادة" بدل مصطلح "الديستوبيا" الرائج في الأوساط النقدية والأكاديمية، حيث ترى أن استعمال المصطلح الأخير على أعمال مثل "1984" للكاتب الإيرلندي جورج أورويل، أو "نحن" للكاتب الروسي إيفغيني زاميتين، يوحي بقطيعة بين الواقع التاريخي والعوالم التخييلية التي يقترحها هؤلاء المؤلّفون، في حين أن هذه الروايات ليست أكثر من افتراضِ امتدادٍ لليوتوبيات التي يطلقها المنظّرون والسياسيون.

تدافع ساين عن وجهة نظرها هذه في كتابها الصادر حديثاً عن منشورات "هونوريه شامبيون" تحت عنوان "الفكر السياسي لليوتوبيا المضادة"، وتدرس فيه، بالتوازي، ثلاث روايات هي "القيامة الصغيرة" للكاتب البولندي تادوز كونفيكي، و"مكوّنات مجهرية" للفرنسي ميشيل ويلبيك، و"سلينكس" للكاتبة الروسية تاتيانا تولستوي.

تضع المؤلّفة هذه الروايات تحت مجهر الفكر السياسي، حيث تثبت أنّ وراء العوالم التخييلية التي يقترحها هؤلاء ثمّة فرضيات نظرية وضعَ أُسُسها باحثون مرموقون في الفكر السياسي، مثل الألمانية حنة آرنت والفرنسي كلود لوفور.

بهذا المعنى، يمثّل كتاب "الفكر السياسي لليوتوبيا المضادة" نقطة تقاطع بين حقلي الدراسات الأدبية والسياسية، وهو مبحث تشتغل عليه آنا ساين منذ سنوات، وتضعه في تداخل مع تخصّصها في الأدب المقارن، وفيه تجمع بين دراسة الأدب الفرنسي والآداب الشرق أوروبية للعقود الثلاثة الأخيرة.

الصورة
عمل لـ فاسيلي كاندينسكي

ترى ساين أنّه إذا كانت النظريات الفكرية تغذّي الأدب ليُنتِج ضمنه الروائيون أعمالاً يوتوبية مضادة، فإن العكس صحيح أيضاً، وتضرب في ذلك مثَلَ استخراج عناصر "نظرية في الديكتاتورية" من قبل المفكر الفرنسي ميشيل أونفري من خلال قراءته في رواية "1984" لـ جورج أورويل.

المساهمون