"الصندوق": عبث الأماكن المغلقة

"الصندوق": عبث الأماكن المغلقة

30 يوليو 2021
(من المسرحية)
+ الخط -

راقصة باليه وموسيقي وسائق تاكسي وشخصياتٌ أُخرى لا يجمعُ بينها أيُّ رابط تجدُ نفسَها محتجزةً في صندوق مجهول المكان والزمان بلا أبواب ولا نوافذ، ثمّ تُصبح الرغبة في الخروج مِن المكان هدفاً مشتركاً بين هذه الشخصيات التي تتكشّف طبيعةُ كلُّ واحدة منها وأزماتُها النفسية والوجودية مع تطوُّر الأحداث.

تقترح مسرحية "الصندوق" لمخرجها رضا حسنين، والتي يُنتظَر أن تُعرَض في "قاعة زكي طليمات" بـ"مسرح الطليعة" في القاهرة مساء اليوم الجمعة، هذه الحكايةَ بأسلوب يجمع بين العبث والكوميديا السوداء، بالاستناد إلى قصّة للكاتب المصري طه السادات تحمل عنوان "أحلام الدُّمى".

شخصياتُ النصّ، كما يتّضح مِن عنوان القصّة، هي دُمىً، أو عرائس بالتعبير المحلّي. سبق لحسنين أن قدَّم مجموعة من عروض مسرح العرائس، كما نال درجة ماجيستير بأطروحة حول "توظيف الدُّمى في المسرح المصري"، لكنَّه سيلجأ في هذا العمل إلى شخصياتٍ من لحم ودم تُجسّدها مجموعةٍ مِن الممثّلين هُم ياسر الطوبجي، وناصر شاهين، وطه خليفة، وأميرة عبد الرحمن، وأحمد عبد الحي، ومحمد عبد الخالق، ومحمود فتحي. غيرَ أنَّ المُشاهد سيكتشف، مع مرور الوقت، بأنَّ الشخصيات التي يُجسّدها ممثّلون مِن لحمٍ ودم ليست، في الحقيقة، سوى دُمى وُضعت داخل صندوق.

في حوارٍ صحافي سابق، يُوضّح حسنين سبب لجوئه إلى هذا الخيار بالقول إنَّ العرض مناسبٌ لـ"مسرح الطليعة" الحداثي والطليعي، أكثر من مسرح العرائس الذي يُخاطب فئاتٍ عمرية قد لا تتمكّن مِن تلقّي فكرة العرض الذي يطرح أسئلةً وجودية ضمن أحداث تدور في قالب عبثي. لكنّه يرفض، في الوقت نفسه، الفكرة القائلة بأنَّ مسرح العرائس مُوجَّه للأطفال فقط.

حقَّق العمل، الذي أنتجته "فرقة مسرح الطليعة" في "البيت الفنّي للمسرح"، إقبالاً ملحوظاً مِن الجمهور عند بدء عرضه في أيار/ مايو الماضي، ثمّ عُرض مجدَّداً في أيام عيد الأضحى، وبُرمجت سلسلة عروض جديدة كان يُفترَض أنْ تبدأ أوّل أمس الأربعاء، قبل أن يجري تأجيلها إلى اليوم.

صمّم ديكور المسرحية وملابسها فادي فوكيه، وكتب نصوصها الشعرية محمد زناتي، بينما وضع موسيقاها حسن زكي.

يُذكَر أن رضا حسنين حاصلٌ على ليسانس في التمثيل والإخراج عام 2000، وماجيستر عام 2014. عمل مدرّساً في قسم المسرح بـ"جامعة حلوان"، وأخرج عدداً من المسرحيات من بينها: "حار جاف صيفاً" (2007)، و"الغرقى" (2008)، و"هبط الملاك في بابل" (2010)، و"نور القمر فرحان" (2012)، و"عيطليانو" (2013)، و"دالي وحيداً" (2015).

المساهمون