إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

25 ديسمبر 2018
عمل لـ غوين ديهن
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والأدبية والتاريخ السياسي والشعر والمراسلات، صدرت بعضها بالعربية، وأيضاً بالفرنسية والإسبانية.


■ ■ ■

صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب "معلم ألماني.. هايدغر وعصره" لـ روديغر سافرانسكي بترجمة عصام سليمان، ويتناول تجربة صاحب "الكينونة والزمان" باعتبارها تعبيراً عن مغامرة الروح الألمانية في القرن العشرين. يشرح الكتاب بالخصوص نقاطاً اعتبرت إشكالية في سيرة حياته مثل علاقته بالشعر وبالتصوّف، وبقاء فكره منفتحاً أمام التجربة الدينية في عصر لاديني، وقد اعتبر في بداياته فيلسوفاً كاثوليكياً، لكنه كان أيضاً أحد أبرز وجوه الحداثة وناقديها. كما تورّط في النازية من خلال مناصبه الجامعية.


"لستَ شاعراً في غرناطة" مجموعة شعرية جديدة للزميل، الشاعر الفلسطيني نجوان درويش، صدرت عن دارSonámbulos في غرناطة بطبعة مزدوجة اللغة، عربية وإسبانية، يضمّها كتابٌ فنّيٌّ مع فوتوغرافيا المصوّرة الإسبانية كريستينا أوسوريو. يحاول العمل، على مدى 150 صفحة من القصائد والصور، تقديم غرناطة بعيداً عن السحر الاستشراقي الذي ترزح تحته أبرز معالمها مثل "قصر الحمراء". يضيءُ العمل التاريخ العربي التراجيدي للمدينة وتجربة التهجير والمذابح بحقّ مواطنيها الأندلسيين العرب، في صدى معاصر مع التجربة الفلسطينية. من قصائد المجموعة والتي حملت عنوانها:

"عندما وجدتُ نفسي منسياً في شوارعك
عرفتُ أنني في مدينتي
قلتُ لنفسي ليس المرء نبياً في مدينته ولستَ شاعراً في غرناطة
ومثل ولدٍ عليه أن يُكافح عشرين سنة في غرفته ليحظى بالوقوف عند أوطأ عتبات الشعر
عليّ أن أكافح طويلاً في حجراتك دون أن تعرفيني.
أنت مثل بلادي قلّما رأتني
عوّدَتني على النسيان وبه كانت تهدهد سريري
حتى أصبح النسيان بيتي.

وسعادتي اليوم أن أُنسى
مثل شجرة رمّانٍ نسيها النسيمُ
في واحدةٍ مِنْ حدائقك".


"تحريراً لكيان" عنوان كتاب صدر مؤخراً للمفكّر التونسي فتحي التريكي عن "دار لوسيل". يعتبر المؤلف أنّ "الإشكاليّة التي شدّت اهتمام المثقف العربي منذ عصور النهضة إلى يومنا هذا تتمثل في تأصيل الكيان وتحديثه"، فيما يعتبره "جدلية تأخذ أبعاداً مختلفة تؤثر أحياناً في تطوير نمط الحياة". يفرّق التريكي بين أشكال من الأصالة منها ما هو ديني ومنها ما هو أدبي أو إبداعي، وقد تكون أيضاً علمية، ليخلُص إلى أنه "لم نعد بحاجة إلى تأصيل كياننا بقدر ما نحن بحاجة إلى تحريره نهائياً كي تتجذّر ذاتنا في حاضرنا ومشاريعنا".


صدر حديثاً عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" كتاب "تحت الحصار: صناعة القرار في منظمة التحرير الفلسطينية خلال حرب 1982"، للمؤرّخ الفلسطيني رشيد الخالدي أنجزت ترجمته نسرين ناضر. يقدّم هذا الكتاب إضاءة تاريخية من خلال شاهد عيان حول الاجتياح الإسرائيلي للبنان، كما يفصّل سياق المفاوضات التي تلته بشأن انسحاب قوات "منظمة تحرير الفلسطينية" وقياداتها من بيروت خلال صيف سنة 1982 والتي اتجهت إلى تونس. في هذا العمل، استخدم المؤلف مصادر من الأرشيف الفلسطيني، ومقابلات مع قيادات فلسطينية وعربية، ومع دبلوماسيين أجانب.


صدر حديثاً كتاب "أزمة العالم الحديث" للمفكر الفرنسي رينيه غينون (1886-1951) الذي أصبح يعرف بعد إسلامه باسم عبد الواحد يحيى، عن "مركز نماء للبحوث" بترجمة أسامة شفيع السيد. كان الكتاب قد ترجم سابقاً ونقله إلى العربية سامي محمد عبد الحميد. يتناول غينون الرؤية الأوروبية للشرق بالنقد والتفكيك، ويحلّل الخلفيات التي بُنيت عليها أوهام البلاد الأوروبية القديمة عن الشرق بصفة عامة والعرب والمسلمين بصفة خاصة، وهو محاولة منه للبحث عن التوازن الإنساني بتطوير فهم الحضارات لبعضها وتقبّل جماليات كل منها.


ضمن سلسلة "الفلسفة" التي تقدّمها "الهيئة العامة لقصور الثقافة" في القاهرة، صدر مؤخراً كتاب "الأنا المتجسد: دراسة في فينومينولوجيا الجسد" لـ سارة عز الدين. يتضمّن العمل أربعة فصول هي: "أنطولوجيا الجسد"، و"إبستمولوجيا الجسد"، و"تعبيرية الجسد"، و"الجسد المعيش"، وفيها تتابع المؤلفة سجالات الفلسفة حول مسائل الجسد حيث تعود إلى محطات أساسية من تاريخها، من العصر الإغريقي إلى الفكر الحديث، لتدرس علاقة الجسد بالعقل وبالمكان، كما تنفتح على تمثّلات الفكر واللغة له، واستعمالاته كوسيلة تعبير أو تواصل.


"رسائل أليخاندرا بيثارنيك- ليون أوستروف" صدرت عن "المدى"، بترجمة رجاء الطالبي ومراجعة بسام البزاز. يضم الإصدار مراسلات بين الشاعرة الأرجنتينية (1936-1972) إلى طبيبها النفسي أوستروف، وقد بدأت في رؤيته حين كانت في الثامنة عشرة، وتحوّلت علاقة المريضة/ الطبيب إلى صداقة توطدت بعد أن توقفت بيثارنيك عن العلاج. لم يبق الكثير من رسائل الطبيب، لكن ما بقي يكشف ذلك الحوار حول حاجة الشاعرة إلى التحرّر من فكرة اليقين بضرورة التوزان العقلي والعاطفي، واعتقادها العميق أن الكتابة تحتاج إلى هذا الاضطراب النفسي.


عن منشورات "بيغماليون" الفرنسية، صدر مؤخراً كتاب جماعي بعنوان "سحرة القرن الجديد". العمل يتناول في الأساس النظرة النقدية التي باتت منتشرة اليوم تجاه العلم، لدى غير المتخصّصين قبل المشتغلين في ميادين العلم المختلفة، من الرياضيات إلى علوم الكمبيوتر، حيث يقارن المؤلفون بين هذا الوضع وتلك الصورة السحرية التي سيطرت على الأذهان تجاه العلم في القرن التاسع عشر. كما يدرس علاقة العلم اليوم بالدين والشعوذة. يذكر أن المقالات التي يحتويها العمل غير موقّعة، وهو ما أشار له الناشر في مقدّمة الكتاب.


عن منشورات "نينوى"، صدر مؤخراً كتاب "الرواية الاستقصائية.. تأصيل المصطلح وتطبيقاته" للناقد العراقي محمد جبير، وهي الطبعة الثانية للكتاب الذي صدر هذا العام أول مرة عن منشورات "فضاءات". يتخذ الكتاب من نصوص الروائي العراقي الراحل سعد محمّد رحيم (1957 - 2018)، مثل "غسق الكراكي" (2018)، و"مقتل بائع الكتب" (2017)، "ترنيمة امرأة.. شفق البحر" (2017) نموذجاً لدراسة تقاطعات الكتابة الروائية بالعمل الصحافي خصوصاً على مستوى استعارة منهجيات الصحافة الاستقصائية وكتابة التحقيقات الميدانية.

المساهمون