مايكل كوك: عن الهوية والقيم والأصولية
يقدّم كتاب الأكاديمي البريطاني مايكل كوك "أديان قديمة وسياسة حديثة، الحالة الإسلامية من منظور مقارن" نظرة شاملة للإسلام السياسي من ناحية الهوية والقيم الاجتماعية والثقافة، وينطلق من سؤال لماذا يلعب الإسلام دوراً في السياسات المعاصرة أكثر من أي دين آخر.
الكتاب الذي نقله المترجم محمد مراس المرزوقي يصدر قريباً عن "الشبكة العربية للأبحاث"، يقدم قراءة مقارنة بين الإسلام والمسيحية في أميركا اللاتينية والهندوسية من حيث علاقتها بالشأن السياسي.
يقول الباحث المتخصّص في تاريخ الإسلام (1940) إن نسبة كبيرة من المسملين في العصر الحالي ملتزمون ببناء سياساتهم على الدين، ويعتبر أن هذا الأمر ليس ملموساً في ديانات أخرى بذات القوة، وأنه وبالرغم من وجود صيغ سياسية أخرى موجودة أيضاً في العالم الإسلامي، من ليبرالية وعلمانية ويسارية وفاشية وقبل كل شيء قومية، إلا أن الإسلاميين هم أكثر التيارات السياسية حضوراً وتأثيراً في العقود الأخيرة.
يفرد الكاتب الفصل الأول ليتناول الهوية السياسية في الأديان الثلاثة، ويناقش أن الدين يوفّر إحساساً يهيّء المجتمع بسهولة للتعبئة السياسية، وكيف يظهر ذلك أو لا يظهر في الديانات الثلاثة. سنجد أبواباً مختلفة تحت بند "الإسلام والهوية" ويتناول فيه الهوية الإثنية ما قبل الحديثة من ناحية، العنصر الإسلامي، وسياسات الهوية في القرن الثامن عشر، والهوية الإثنية الإسلامية الحديثة وعلاقتها بالعنصر الجيوسياسي.
يلتفت الكاتب في الفصل نفسه أيضاً إلى "الهندوسية والهوية"، فيتحدث عن القومية الهندوسية ونقاط الضعف فيها وعلاقتها بالمكوّن الإسلامي في الهند. يناقش كوك أيضاً ضمن هذا الفصل "الكاثوليكية والهوية في أميركا اللاتينية".
الفصل الثاني يحمل عنوان "القيم" ويتناول عدة عناصر ومفاهيم في كل من الديانات ليصل إلى مقارنات أساسية بينها، سنجد باباً عن الدولة، وآخر عن الحرب، والمجتمع، ويحلل فيه علاقة الدين بالقيم السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية أيضاً.
أما الفصل الثالث والأخير فهو عن "الأصولية"، ويتضمّن مناقشة لها في الأديان الثلاثة من حيث الشكل وعلاقتها بالتيار المحافظ وبالحداثة، كما يتطرق فيه كوك إلى الجهاد كمفهوم.
يذكر أن كوك أصدر عدة كتب ودراسات عن التاريخ الإسلامي من بينها "دراسات في أصول الثقافة الإسلامية وتقاليدها"، و"النهي عن المنكر: مقدمة"، و"القرآن: مقدمة قصيرة جداً".
