22 ابريل 2024
أم صلوح ممنوعة من أكل الكبة
أم صلوح ممنوعة من أكل الكبة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...
عادت جارتنا "أم صلوح" من إدلب كاسبة غانمة، بعدما زارت الطبيب، تحمل كيساً كبيراً مليئاً بزجاجات الدواء والعلب الكرتونية مختلفة المقاسات، وعلى وجه الكيس وضعت ورقة طويلة رفيعة اسمها مشتق من اللغة التركية راشيته (Reçete) كَتَبَ عليها الطبيب أسماء الأدوية بخط يشبه خربشة الدجاج.
وكما هي العادة، فقد بدأت جاراتها يتوافدن عليها لكي يطمئنَّ عن صحتها ويسألنها الأسئلة التقليدية الثلاثة:
وكما هي العادة، فقد بدأت جاراتها يتوافدن عليها لكي يطمئنَّ عن صحتها ويسألنها الأسئلة التقليدية الثلاثة:
- أيش طلع معك مرض يا أم صلوح؟
- أيش كتب لك الدكتور أدوية؟
- عن أيش حماكي الدكتور؟
تقول أم صلوح: والله يا صبايا الكذب حرام.. الدكتور ذكر لي اسم المرض تبعي، بس والله ما فهمت عليه. ولما قلت له أني ما فهمت، ولَحّيت عليه، شرح لي عن مرضي إنه هاد يأتي نتيجة اللخبطة في تناول الطعام. فلما قلت له أنه طول عمرنا نأكل نفس الأطعمة، وبنفس الطريقة، قال لي:
- لا تخافي يا خالتي أم صلوح، شغلتك بسيطة ومرضك شايع.
النساء انفلتن بالضحك فجأة، لأن كلمة (شايع) لها استعمالات عديدة، أحدُ هاتيك الاستعمالات يبعث على الضحك.. ولكن الجارة "أم مبارك" تدخلت في الوقت المناسب وأوضحت للنساء الموجودات أن المرض (الشايع) هو المنتشر بين الناس، مثل مرض الجريب والتيفوئيد و..
قاطعتها أم صلوح وقالت كمن عَثَرَ على ضالته فجأة: هذا هو! الدكتور قال لي معك مرض من هذا الذي قالت عليه أم مبارك.
قالت أم مبارك: جريب؟
قالت: لا، لا، التاني.
قالت أم مبارك: يعني تيفوئيد.
قالت: نعم. وقال لي كمان: ممنوع تاكلي كبة مشوية.
دهشت النسوة الحاضرات، وسألتها الجارة أم رزوق:
- وأيش جاء بسيرة الكبة؟ يعني عدم المؤاخذة، الدكتور من دون مناسبة قال لك (لا تاكلي كبة مشوية)؟
قالت أم صلوح:
- لا والله، مو هيك. هو قال لي إنه ممنوع أن آكل برغل، ودهون، وشحوم، وقلوبات، يعني لوز مقلي وصنوبر وجوز وفستق حلبي.. وأنا فهمت عليه أنه عم يلمح للكبة المشوية، لأن الكبة تتألف من هذه المكونات.
ضحكت أم مراد وقالت: وما منعك من أكل السنبوسك والشيشبرك والأوزي؟
قالت أم سلوم: لا والله يا أم مراد. ما جابلي سيرة هاي الأكلات. بس الكبة. وأنا سألته لأي وقت سأبقى بلا كبة؟ قال لي شهرين بس.
قالت أم مبارك: أي بسيطة أم صلوح. شهرين بلا كبة بيمضوا! بالعكس، السنبوسك أطيب، ودسم أكتر من الكبة.
- أيش كتب لك الدكتور أدوية؟
- عن أيش حماكي الدكتور؟
تقول أم صلوح: والله يا صبايا الكذب حرام.. الدكتور ذكر لي اسم المرض تبعي، بس والله ما فهمت عليه. ولما قلت له أني ما فهمت، ولَحّيت عليه، شرح لي عن مرضي إنه هاد يأتي نتيجة اللخبطة في تناول الطعام. فلما قلت له أنه طول عمرنا نأكل نفس الأطعمة، وبنفس الطريقة، قال لي:
- لا تخافي يا خالتي أم صلوح، شغلتك بسيطة ومرضك شايع.
النساء انفلتن بالضحك فجأة، لأن كلمة (شايع) لها استعمالات عديدة، أحدُ هاتيك الاستعمالات يبعث على الضحك.. ولكن الجارة "أم مبارك" تدخلت في الوقت المناسب وأوضحت للنساء الموجودات أن المرض (الشايع) هو المنتشر بين الناس، مثل مرض الجريب والتيفوئيد و..
قاطعتها أم صلوح وقالت كمن عَثَرَ على ضالته فجأة: هذا هو! الدكتور قال لي معك مرض من هذا الذي قالت عليه أم مبارك.
قالت أم مبارك: جريب؟
قالت: لا، لا، التاني.
قالت أم مبارك: يعني تيفوئيد.
قالت: نعم. وقال لي كمان: ممنوع تاكلي كبة مشوية.
دهشت النسوة الحاضرات، وسألتها الجارة أم رزوق:
- وأيش جاء بسيرة الكبة؟ يعني عدم المؤاخذة، الدكتور من دون مناسبة قال لك (لا تاكلي كبة مشوية)؟
قالت أم صلوح:
- لا والله، مو هيك. هو قال لي إنه ممنوع أن آكل برغل، ودهون، وشحوم، وقلوبات، يعني لوز مقلي وصنوبر وجوز وفستق حلبي.. وأنا فهمت عليه أنه عم يلمح للكبة المشوية، لأن الكبة تتألف من هذه المكونات.
ضحكت أم مراد وقالت: وما منعك من أكل السنبوسك والشيشبرك والأوزي؟
قالت أم سلوم: لا والله يا أم مراد. ما جابلي سيرة هاي الأكلات. بس الكبة. وأنا سألته لأي وقت سأبقى بلا كبة؟ قال لي شهرين بس.
قالت أم مبارك: أي بسيطة أم صلوح. شهرين بلا كبة بيمضوا! بالعكس، السنبوسك أطيب، ودسم أكتر من الكبة.
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...