فصل من سيرة المناحيس

- أهلاً وسهلاً ومرحباً بابن أخي أبو الجود. أريد أن أسلم عليك، وأترحم على والدك الذي كنت أحبه مثل أخي، وأسألك سؤالاً يؤرقني منذ البارحة.
يسأله أبو الجود: خير؟ ما هو السؤال؟
يقول أبو قدور: أريد أن أعرف كيف توضأت؟ وفي أي مسجد صليت؟ وما هو مقدار رضا والدتك عليك؟ وما هي الأسباب التي تجعل حظك يفلق الصخر بهذا الشكل؟

ينفلت أبو الجود بالضحك ويقول: يا عمي أبو قدور الله يطول عمرك ويخلي لك خالتي أم قدور.. أنا متبهدل على الآخر، وكرهان عيشتي، وبتقول لي إن حظي يفلق الصخر؟ يا الله، يعني كيف لو كنت أنا منحوس؟

فيستخف أبو قدور بهذا الكلام ويقول له:
- اسكت. الواحد يتبهدل ويكره عيشته لما يكون ما عم يشغل عقله.. شغل عقلك يا ابني يا أبو الجود بتربح.

يقول أبو الجود بلهجة تضمر الاستهزاء من هذا الحديث الذي لا يفيد بشيء:
- يا عمي أبو قدور أنت أخو والدي، يعني بمقام عمي، وعقلك، ما شاء الله، كبير وشغال، فكر عني إذا سمحت.

يرد أبو قدور: مشكلتك بسيطة، تتزوج فتاة والدها غني، يموت والدها، فيؤول جزء من ثروته لزوجتك، وفي المحصلة أيش الفرق بين الرجل وامرأته؟ يعني هالثروة راح تصير إلك.
يقول أبو الجود: والله فكرة جيدة، وعَمَلية، وعبقرية، إلهي ربي ما يحرمني الذكا تبعك يا عمي أبو قدور. لكن أنا عندي سؤال. لنفرض أني لقيت واحدة بهذه المواصفات، وما كانت مرتبطة عاطفياً مع غيري، ووافقت هي، ووافق أهلها، ووافق الجيران على زواجها مني، مع أن كل الأمة العربية بتعرف أني مفلس وأندبوري وأمشي في الزواريب الضيقة حتى ما ألتقي بالدائنين.. فهل تضمن لي- حضرتك- أن يموت والدُها بسرعة لكي أرثه وأحل مشكلتي؟

غضب أبو قدور غضباً شديداً وقال له: مو عيب عليك يا أبو الجود أن تسألني مثل هذا السؤال؟ أأنت لا تعرف أن الأعمار بيد الله؟
ضحك أبو الجود وقال له: أنت بتعرف أن الأعمار بيد الله؟
قال: طبعاً.
قال أبو الجود: يا عمي أبو قدور، أنت كلمة ذكي قليلة عليك، لازم نقول عنك فلتة، موسوعة، قطع نادر. بالله عليك قل لي: كيف عرفت أن الأعمار بيد الله؟!